تعرف مدينة تبسة ازدهارا لتجارة الطيور بمختلف أنواعها، حيث كرست ساحة السور البيزنطي كأكبر فضاء أسبوعي لعرض هذه الأصناف التي يتم تربيتها بالأقفاص بعد صيدها من الغابات الحدودية الشرقية. وحسب العارفين بخبايا هذه التجارة الرائجة، فإن القيمة المالية لطائر الحسّون، تتراوح بين 2000 و12 ألف دينار، حسب الصنف والقدرة على الزقزقة والألوان وأنه يتعرض لحملة صيد فوضوية وكبيرة من طرف الجيران في تونس ولاسيما بمنطقة ''الطباقة'' الغابية التابعة إقليميا لبلدية الكويف شمال وسط مدينة تبسة، وهي العملية التي يقاسمهم فيها السكان المحليون أيضا والذين وجدوا في هذا النشاط مصدر رزق جديد لهم، يقوم على إضافة هذه الطيور إلى سلة المهربين. وتؤكد أرقام الدرك الوطني للسنة الماضية، حجز 9 آلاف طائر من مختلف الأصناف، كانت في طريقها للتهريب إلى خارج الحدود، تجاوزت قيمتها في السوق الجارية ال300 مليون سنتيم، ويمثل طائر الحسون 90 بالمائة منها. وأمام هذه الوضعية، يقول التجار الصغار للطيور إن دخول المهربين على الخط يعتبر أسوأ عامل لم يكن في الحسبان وحتما سيساهم في انقراض هذا العصفور الجميل من الغابات الجزائرية عامة وغابات شرق البلاد تحديدا.