يحتضن المسجد الكبير لتلمسان، غدا السبت، احتفالاً بالمولد النّبويّ الشّريف، تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ما بين صلاتي المغرب والعشاء، حيث سيتم، بالموازاة، افتتاح الملتقى الدولي ''الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي.. فقه السياسة والحوار الديني''، وكذا الإعلان عن الفائزين في المسابقة الدولية لإحياء التراث الإسلامي حول شخصية الإمام المغيلي، وتوزيع الجوائز. وحسب بيان تسلّمت ''الخبر'' نسخة منه، فإنّ الملتقى الّذي تدوم أشغاله ثلاثة أيام (4 و5 و6 فيفري)، ستحتضنه كلية الطب بجامعة تلمسان، وسيحضره باحثون من داخل وخارج الوطن، خاصة من دول السّاحل الإفريقي، يركّزون خلاله على دور المغيلي وعلماء الجزائر في نشر الإسلام في إفريقيا، إبراز قيم الحوار والتّسامح وإمكانية استثمارها، خلاف ابن زكري التلمساني والعصنوني مع المغيلي في قضايا اجتهادية فقهية كمسألة اليهود... وغيرها. وستتوزع الجلسات العلمية للملتقى الّذي يندرج ضمن فعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011، على ستة محاور كبرى، منها: ''الإمام عبد الكريم المغيلي.. عصره وحياته''، ''التصوف عند الإمام المغيلي''، ''التراث العلمي والفكري للإمام المغيلي''، ''الفكر الإصلاحي الإفريقي'' و''فقه السياسة والحوار عند الإمام المغيلي''، وذلك في ما ستتناول الجلسة العلمية الافتتاحية ''مداخل إلى تراث المغيلي''. وفيما يخص جائزة الشيخ عبد الكريم المغيلي، فقد أكد عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن أسماء الفائزين بالجائزة الّتي أطلقتها الوزارة حول أحسن بحث في المسابقة الدولية لإحياء التراث والبحث في تاريخ هذه الشخصية الفذّة في الفقه والتصوف والعقيدة والدعوة بنشر الإسلام في أدغال إفريقيا ومحاربة اليهود الّذين كانوا يُسيْطرون على توات بالجنوب الجزائري، والّتي مقدارها مائة مليون سنتيم للفائز الأوّل، سيتم الكشف عنها في بداية الملتقى. يذكر أنّ وزارة الثقافة كانت قد أنتجت خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 عملا سينمائيا وثائقيا، أخرجه عبد الكريم لكحل من مدينة بشار، سلَّط فيه الضوء على جهاد عبد الكريم المغيلي لليهود بعد فتواه الشّهيرة حول واجبات وحقوق أهل الذمة، وكان العمل من بين أهم الأشرطة السينمائية الّتي أنتجت بالمناسبة. للعلم، فإنّ آخر ملتقى دولي لتظاهرة تلمسان سينطلق مطلع شهر مارس القادم، حول ''الإسلام في مجابهة العنف''، إضافة إلى بعض الندوات الوطنية، كندوة ''علماء وادي سوف وعلاقتهم بالحواضر العلمية في الجزائر''، المزمع تنظيمها يوم 20 فيفري الجاري.