لا يزال لغز تنظيم ملتقى أدبي للأديبة الراحلة زليخة السعودي، في طبعته الثالثة، بولاية خنشلة، مؤجلا إلى أجل غير معلوم، لأسباب لم يكلف أحد نفسه البوح بها، رغم ما للأديبة من تاريخ وإنتاج أدبي غزير عمره الزمني قصير، إلا أنه ظل منهلا يغترف منه المبدعون، ويعود إليه النقاد، ويدرسه الطلبة الجامعيون. ولم ير الملتقى الثالث للأديبة زليخة منذ أن تم توقيفه في الطبعة الثانية سنة ,2002 أي منذ عشر سنوات خلت، رغم المبادرات التي تم القيام بها، كتنظيم ملتقى لها في بسكرة قبل خمس سنوات، وإحياء ذكراها في غرداية قبل سنتين، وكانت إدارة جامعة عباس لغرور قد تبنت العودة إلى تنظيم ملتقيات دورية وسنوية باسمها، إلا أنه لا يوجد شيء رسمي يوحي بذلك. للإشارة، فإن أول ملتقى للأديبة الراحلة نظم في جويلية سنة ,2000 وتم جمع هذا التراث ليظهر أول مؤلف لها يحمل عنوان ''الآثار الأدبية الكاملة للأديبة الجزائرية زليخة السعودي''، وقع في 477 صفحة، و''ابتسامة العمر'' وهي قصة رحلة الأديبة. وكان من المفروض أن تعرف هذه الملتقيات تواصلا وتتابعا، إلا أن كل شيء توقف من دون سابق إنذار، لتخمد الحركة الأدبية بالولاية رغم المبادرات المحتشمة التي تقام هنا وهناك، إلا أن تراثا بحجم ما تركته الأديبة التي لا يحمل أي مرفق تربوي بالولاية اسمها يبقى مهملا، في الوقت الذي رسمت عدة مهرجانات من طرف وزارة الثقافة التي تبقى أول متهم في وأد أدب الأديبة. يذكر أن زليخة السعودي التي ولدت باسم عائشة من مواليد 20 ديسمبر 1943، ببلدية بابار جنوب ولاية خنشلة، تعلمت الحروف بمدرسة ابن باديس الإصلاحية، فحفظت جزء من القرآن الكريم ، ثم انتقلت إلى ولاية عنابة أين تعلمت الكتابة، وشقت طريقها للإبداع في جميع الأجناس الأدبية من قصة طويلة وقصيرة ورواية وشعر ومسرح وخاطرة ونقد وخطابة، لترزق بأول مولود لها جعلها تتوقف عن الكتابة، ثم عادت إلى الإبداع لتشارك في مسابقة قصد التوظيف بالإذاعة الوطنية، ونجحت فيها، لكن لم تلتحق لكونها حملت بالمولود الثاني، ثم دخلت مستشفى مصطفى باشا سنة 1972 الذي توفيت به ودفنت بالعاصمة. الأديبة والكاتبة كان من بين أساتذتها آنذاك الأدباء الطاهر وطار، زهور أونيسي ومحمد الأخضر السائحي.