انتقد المنشد الأردني غسان أبو خضرة، اختيار المنشدين المتوجين بلقب منشد الشارقة عن طريق التصويت بالرسائل الإلكترونية، وهو ما يرى فيه إجحافا في حق المتنافسين. وتأسف في حوار مع ''الخبر''، لنقص الوعي لدى بعض المنشدين، في اختيار الكلمة المرافقة للموسيقى الصاخبة، مما يسيء للنشيد. مشيرا إلا أنه لم يتذوق فن الإنشاد إلا على مسارح الجزائر. تشارك في مهرجان السماع الصوفي، ما هي المسافة بين الإنشاد الإسلامي والسماع الصوفي؟ الإنشاد مفهوم عام ويتضمن أناشيد الفكر والروحانيات والوجدانيات وكذا الاجتماعيات بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أما السماع الصوفي فمخصص لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتخصص في الروحانيات، وحتى اللحن يختلف تماما في الموشحات وكتابة الكلمات مع الأنشودة الفكرية والعاطفية، والنشيد الصوفي له محبيه ومتذوقوه، وهو لون من ألوان النشيد الإسلامي ليس إلا. يرى البعض أن رابطة الفن الإسلامي العالمية ولدت ميتة، ولم تقدم إضافة إلى ساحة الفن الإسلامي، فما رأيك؟ الرابطة لها مقر قار بالسعودية، وأنشطة أعضائها ومنتسبيها على الانترنيت أكثر منها على الأرض، وقد تعطلت نوعا ما بسبب ظروف رئيسها المنشد محمد أبو راتب، ومحنته بالسجن في أمريكا، ولكن هذا لا يمنع من أن الرابطة نظمت عديد الأنشطة والمهرجانات، منها مهرجان وهران بالشراكة مع جمعية الإرشاد والإصلاح سنة 2008، ثم مهرجان جدة بالعربية السعودية، والرابطة تشتغل وفق خطة لتكريم الخطباء والمنشدين والشعراء، وكل العاملين في مجالات الفن الإسلامي. وجّه الكثير من المنشدين والمختصين انتقادات إلى برنامج منشد الشارقة، ما تعليقك؟ منشد الشارقة فكرة طيبة وجيدة، ولكن البرنامج ككل يحتاج إلى إعادة نظر في لجنة التحكيم، التي لا يستحق بعض أعضائها تقييم المنشدين، كما أن طريقة اختيار المنشدين المتوجين بالرسائل الالكترونية فيه بعض الإجحاف كذلك، وأظن أنه ليس بالضرورة تقليد برامج غربية لإنجاح مشاريعنا المرتبطة بهويتنا وأصالتنا. وأين يجد غسان نفسه بين طبوع الإنشاد، مع إسراف المؤدين اليوم في استعمال الإيقاعات الموسيقية؟ أحب تنويع الأداء، فالجمهور يختلف في تذوق النشيد، منهم من يحب الثوري والفكري، ومنهم من يعجبه العاطفي والمديح، وأنا شخصيا أرتاح للكلمات ذات الطابع الفكري، فتوصيل الرسالة إلى قلب المستمع قبل أذنه يتطلب كلمات قوية وهادفة، ولابد من مراعاة كيفية استخدام الموسيقى وتوظيفها، فلا يمكن مثلا استخدام أداء موسيقيا فيه صخبا مع كلمات ذات طابع روحي وديني، والفنان المصري سيد النقشبندي خير مثال على حسن توظيف الموسيقى توظيفا سليما وصحيحا. ومن الناحية الشرعية، فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي، وقبله المرحوم الشيخ محمد الغزالي، وقبلهما أبو حامد الغزالي، كلها أصّلت لكيفية استعمال اللحن وظروف ومجالات استعماله، والمقام ليس للفتوى، ولكن للأسف بعض المنشدين ينقصهم الوعي في اختيار الكلمة المرافقة للموسيقى الصاخبة، وهذا فيه إساءة بالطبع للنشيد. وماذا عن جديدك؟ وكيف تنظر لواقع الإنشاد في الجزائر؟ لدي بسوق الأشرطة وعلى الفضائيات ستة كليبات من التراث، من بينها أنشودة من التراث الجزائري، اقتبستها عن فرقة ''شباب الكوثر'' من تلمسان، بعنوان ''الصلاة عليك''، وآخر ألبوم لي بعنوان ''أجمل حياة''، إلى جانب بعض الأناشيد الفردية، وصراحة ما تذوقت الإنشاد إلا على مسارح الجزائر وفي قاعاتها، وهناك نخبة من المنشدين أستمع إليهم باستمرار، مثل شعيب من بشار، وعبد المجيد بن عيسى وناصر ميروح وبوحبيلة وغيرهم، والجزائر تنجب كل سنة مواهب جديرة بدخول عالم الإنشاد بكل تميزّ.