يتحدث المنشد الأردني غسان أبو خضرة في هذا الحوار الذي جرى على هامش مشاركته في المهرجان الدولي للسماع الصوفي بتلمسان، عن دور الأنشودة في الصحوة الإسلامية وعلاقته بالجزائر ومنشديها·· أنت لا تزور الجزائر لأول مرة، لكن كيف تجد جمهور الإنشاد فيها؟
فعلا، ليست المرة الأولى التي أزور فيها الجزائر التي أعتبرها، من دون مجاملة، بلدي الثاني، وأشعر في كل مرة تطأ فيها قدماي هذه الأرض الطيبة أني بين أهلي وأحبتي·· وصدقيني لو قلت لك إن الشعب الجزائري ذواق من الدرجة الأولى لسماع الأنشودة الفكرية الدينية·
ماذا يسمى نوع المديح الذي تؤديه، هل هو إنشاد أم سماع صوفي؟
في الواقع يجب التفرقة بين الأنشودة الدينية الفكرية وبين السماع الصوفي لأن ما أقدمه أنا لجمهوري هو إنشاد فكري يقوم أساسا على التنويع، أما السماع الصوفي فهو نوع آخر من الإنشاد الذي يتخصص في جانب مختلف من مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتميل إليه الكثير من النفوس المسلمة· وبالمقابل هناك جمهور يبحث عن الأنشودة الفكرية العاطفية والوجدانية التي أتخصص فيها، وبالنهاية يبقى المنشد مسؤولا عن تلبية أذواق المستمعين بعيدا عن المعاني الصعبة والمضامين المعقدة لكلمات الأغاني·
ما رأيك في إنشاد المرأة؟
(يبتسم)·· لست مفتيا، ولكن أنا لا أحبذ هذه المسألة وأوافق الداعية يوسف القرضاوي في فتواه التي لا تجيز إنشاد المرأة إلا في بيتها بعيدا عن أعين الناس وآذانهم·· طيب كيف يمكن للأنشودة أن تساهم في توعية وإرشاد الأمم خاصة في ظل ما تعيشه الأمة العربية من توترات؟ من الطبيعي أن تكون الأنشودة الدينية الهادفة أساس الصحوة، شأنها في ذلك شأن أي خطاب ديني موجه للأمة الإسلامية· ومع هذا أعتقد أنه يجب اختيار ما يناسب وضع الأمتين العربية والإسلامية من كلمات تساهم في التوعية والإرشاد، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة· كيف هي علاقتك بالمنشدين الجزائريين؟ جيدة جدا، والمنشد جلول أحد أصدقائي·· وعلى فكرة، لقد أهداني أغنية اسمها ”قم صل يا غفلان” أعدت توزيعها وستكون ضمن ”ألبومي” الجديد الذي أعمل على تسجيله، حيث يتضمن مجموعة من الأناشيد التي تتغنى بالأم وأهمية الصلاة والتآخي والتراحم، وأتمنى أن يجمعني أي عمل مشترك مع أحد إخواني المنشدين في الجزائر إذا ما تمتع بالخامة الطيبة·