أكّد المنشد الأردني غسان أبو خضرا أنّه على كلّ منشد أن يقدّم أنشودة واحدة على الأقل نظير ما عاشته بعض البلدان العربية وما تزال في الوقت الراهن من ثورات، موضّحا أنّه يستعد لإطلاق أغنية ''بكرة الفرج''، كما أفاد أنّه بصدد تحضير أنشودة من ألحانه ومن كلمات المنشد الجزائري جلول تحمل عنوان ''قم صلي يا غفلان''. وقال نجم السهرة الثانية من المهرجان الدولي للسماع الصوفي، أوّل أمس، بقصر الثقافة إمامة بتلمسان أنّ الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية تستحق أن ينشد من أجلها، كاشفا من جهته أنّه يُعِدُّ أغنية خاصة وسماها ب''بكرة الفرج''، مؤكّدا أنّ موضوع فلسطين حاضر في كلّ حفلاته التي يقيمها ويراها أهم ثورة يجب أن تخرج إلى العلن والتعريف بكفاح الفلسطينيين أمام بطش وقهر العدو الإسرائيلي الطاغي على تلك الأرض التي ينتمي إليها المنشد غسان أبو خضرا، إلى جانب ما يحدث من تغيّرات في البلدان العربية. وبعد أن عبّر ضيف الجزائر عن سعادته بالمشاركة في مهرجان السماع الصوفي، قال إنّ السماع الصوفي هو لون من ألوان الإنشاد الذي يختصّ بالمديح، وأضاف أنّ الجمهور يطلب النشيد الفكري والشعري والوجداني، مبرزا مسؤولية المنشد في ذوق المستمع، ويرى المنشد غسان أبو خضرا أنّ الأنشودة لم تتغيّر بل الأجيال التي تداولت عليها هي التي تبدّلت، وتابع يقول إنّ الجيل الحالي يحبّ الكلام ذا المعنى البسيط ليدخل القلب وأنّ الكلام المعقّد لم يعد له ذلك الثقل على مسامع الشباب. وبخصوص مشاركته في الدورة الأولى من مهرجان السماع الصوفي، فقد قدّم مجموعة من الأناشيد المعروفة والخاصة به، بالإضافة إلى أداء مديح من التراث المغاربي ''أنا مالي فياش أش عليا مني''، واستمتع الجمهور بعذب صوته الذي رقّت له قلوب المستمعين وانتشت بعطر الكلام في مدح وذكر خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وكان قد استهل السهرة بأنشودة ''يا اله الكون''، كما أدى باقة من الأغاني الدينية ''يا إمام الرسل''، ''يا طيبة''، ''أنت شفيعي''، ''أحمد يا حبيبي'' و''سلّم عليهم''. وبدأ المنشد والمقرئ غسان أبو خضرا مشواره الفني عام 1995 مع فرقة ''الهدى'' الدولية بقيادة المنشد محمد أبو راتب إذ شارك في العديد من إصداراتها، ثم سار بخطى ثابتة على درب المنشدين الأوائل المتميّزين، لتشدو الكلمة الملتزمة في صوته الشجي من خلال العديد من مهرجانات الإنشاد والسماع الصوفي في معظم أنحاء العالم العربي وأوروبا وأمريكا، وتحمل إصداراته عبق الخير وجمال الروح منها ''ترانيم قلب''، ''نسائم الروح''، ''هذا اللقاء'' وغيرها. وإلى جانب المنشد غسان أبو خضرا، أحيت فرقة ''ديبو'' الأندونيسية الجزء الثاني من السهرة، وأدّت مجموعة من أغانيها الملتزمة استهلتها بأغنية ''بسم الله''، وتتميّز الفرقة بأدائها العصري انطلاقا من أصالة مبدإ إذابة الجليد بين الشرق والغرب، وتستعمل أساليب فنية عديدة وإيقاعات موسيقية تصاحب الأشعار الصوفية للشيخ فتاح. وأدّت الفرقة وصالاتها بعدّة لغات كالعربية والانجليزية والاسبانية والفارسية والتركية والاندونيسية، ومزجت بين آلات موسيقية شرقية وغربية بهدف إنتاج إيقاعات عالمية تسبح في عالم الصوفية والشعر الصوفي وقّعها مصطفى داود ملحن ومغني الفرقة الرئيسي. يذكر أنّ الفرقة تأسّست عام 2000 من جنسيات وخلفيات ثقافية مختلفة تقيم حاليا بأندونيسيا وقدّمت عروضها في مهرجانات السماع الصوفي والموسيقى الروحية في ربوع العالم تتغنى بالحب والسلام وبروح البساطة الذي يتميّز به الدين الإسلامي-. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك