أثارت تصريحات الساعدي القذافي حالة استنفار أمني في ليبيا، خوفا من انزلاقات كالتي حدثت الشهر الماضي في بني وليد عندما رفع أنصار العقيد المقتول الأعلام الخضراء. يحدث هذا في وقت هدد رئيس مجلس ثوار طرابلس، ب''اختطاف الساعدي من النيجر بسهولة''. في التفاصيل، يعيش المجلس الانتقالي الليبي والثوار حالة من الغليان بسبب التصريحات التي أطلقها الساعدي القذافي، ودعا، من خلالها، الشعب الليبي للانتفاضة. وردا على ذلك اعتصم عدد من المتظاهرين في شوارع العاصمة الليبية طرابلس أمام سفارة النيجر، وطالبوا المجلس الانتقالي بإغلاقها. وحذّر المتظاهرون دولة النيجر بأنها من خلال التساهل مع الساعدي القذافي ''ستعرض مصالحها، وكافة مواطنيها داخل ليبيا، إلى متاعب جمة، بما فيها إغلاق السفارة وقطع العلاقات بالكامل مع دولة النيجر، وإغلاق الحدود مع هذه الدولة''. دبلوماسيا، اعتقلت سلطات النيجر نجل القذافي، على خلفية تصريحاته لقناة ''العربية''، ووضعته في الإقامة الجبرية بمكان مجهول، وسحبت منه وسائل الاتصال، بحسب المعلومات التي أوردتها وكالات الأنباء. ووصف مسؤول في حكومة النيجر تصريحات الساعدي بالمؤسفة، واعتبرها خرقاً لشروط اللجوء. وبالموازاة مع هذه الإجراءات، تحفّظت سلطات نيامي على تسليم الساعدي القذافي لطرابلس، واقترحت تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية. وأوضح المتحدث باسم الحكومة النيجرية، مارو أمادو، في تصريحات صحفية، موقف بلاده قائلا ''موقفنا لم يتغير، سنسلم الساعدي إلى حكومة تتمتع بجهاز عدالة مستقل''. وقال أيضا إن ''بلاده مستعدة لتسليم الساعدي إلى محكمة العدل الدولية، وأنهم منحوا موافقتهم، عدة مرات، للاهاي من أجل العمل على هذا الملف لكن دون جدوى''.