اضطرت عائلات محاصرة بالثلوج على مستوى ولاية جيجل إلى الاستنجاد بخشب ما لديها من أثاث منزلي قديم، قصد ضمان التدفئة، في ظل صعوبة حصولها على الحطب وافتقارها لقارورات غاز البوتان. وأشار مواطنون من مشاتي بلدية إراقن الجبلية على الحدود مع ولاية سطيف، إلى أن هناك عائلات لم تجد أمامها سوى بعض الأثاث المنزلي القديم، على غرار الخزائن والطاولات، حيث قامت بتفريغ الملابس ومختلف التجهيزات التي كانت بداخلها، وتقسيمها إلى أجزاء قصد استعمالها في مجال التدفئة، ومكافحة البرد القارص الذي تعيشه في منازلها المغطاة بالثلوج. وقال أحد السكان ''لقد تعذر علينا الحصول على رزمة من الحطب لاجتياز ما تبقى من هذا الحصار.. لأن كل الحطب اختفى ولا يمكن العثور عليه تحت أكوام الثلوج التي فاق ارتفاعها ثلاثة أمتار في بعض المناطق''، في حين كشف آخر ''أنه اضطر للصعود إلى الأشجار القريبة من المنزل على غرار أشجار الزيتون، وقام بقطع أغصانها لاستعمالها في التدفئة، لأن منزله يفتقر لغاز البوتان، كما أضاف، منذ قرابة أسبوع، وكذا في ظل استحالة حصوله على هذه المادة. موازاة مع ذلك توسع الحصار الذي تفرضه الثلوج على مستوى الولاية، في يومه الحادي عشر صبيحة أمس ليشمل 11 بلدية، ويتعلق الأمر بكل من إراقن، سلمى، تاكسنة، بني ياجيس، جيملة، الشحنة، أولاد عسكر، بلهادف، أولاد يحيى، أولاد رابح وغبالة، وسط تواصل نداءات الاستغاثة من قبل العديد من العائلات المحاصرة، حيث ذكر مواطنون من مشاتي غبالة، أولاد عيسى وفدولس بأعالي بلدية جيملة، بأن وضعهم المعيشي يزداد سوءا في ظل نفاد المؤونة، واستمرار الثلوج في التساقط. في حين أبدى محاصرون آخرون بمشاتي بلدية أولاد عسكر تذمرهم من اقتصار عمليات توزيع المؤونة من طرف السلطات على التجمعات السكنية الرئيسية، وإهمال المشاتي البعيدة.