ساءت وضعية سكان العديد من البلديات والقرى الجبلية بجيجل، بسبب العزلة وحصار الثلوج، ما أجبر بعضهم على نقل مرضاهم على الأكتاف على مسافة كيلومترات. ذكر مواطنون بأن مرضى القصور الكلوي القاطنين بمختلف البلديات المحاصرة بالثلوج، مهدّدون بالموت، بسبب عدم قدرتهم على التوجه إلى المراكز المختصة بعاصمة الولاية من أجل القيام بتصفية الدم. وفي هذا الإطار، اضطر مواطنون من قرية تاغراست ببلدية برج الطهر، أول أمس، إلى نقل أحد مرضاهم على الأكتاف، وسط ثلوج تجاوز سمكها في بعض المناطق المترين على مسافة فاقت 13 كلم، بعد أن ساءت حالته الصحية. ووجدت عائلات كثيرة في خضم العزلة المفروضة عليها، نفسها تحتكم للطرق البدائية في مجال التدفئة، وذلك باستعمال الحطب، بعد أن تعذر عليها جلب قارورات غاز البوتان. وأشار أحد سكان بني ياجيس قائلا: ''لقد ودعنا الغاز منذ أيام.. مهمتنا البحث عن الحطب من تحت أكوام الثلوج لاستعماله في التدفئة''. موازاة مع ذلك، كشف سكان بعض البلديات التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ ثلاثة أيام، على غرار إراقن وبني ياجيس وسلمى وأولاد عسكر، بأن الكثير منهم استنجدوا بالقناديل التقليدية لإضاءة بيوتهم، بعد نفاد الشموع التي كانت بحوزتهم وفي دكاكين تلك المناطق. وفيما فقد أغلب سكان المناطق التي تشهد انقطاعا في الكهرباء سبل الاتصال بسبب توقف هواتفهم عن الاشتغال، قال مواطن من مشتة المرابع ببلدية أولاد عسكر، تمكن من الاتصال ب''الخبر'' رغم أن الطاقة ببطارية هاتفه النقال تكاد تنفد بأن ''أهالي المنطقة يوجدون منذ الجمعة الماضي دون كهرباء، وتحت حصار الثلوج، ولم يبق أمامهم سوى التقشف واقتسام ما تبقى بحوزتهم من مؤونة فيما بينهم''. وبين هذا وذاك، شهدت أسعار بعض المواد ارتفاعا كبيرا في الأسعار، لاسيما بالمناطق الجبلية، على غرار الأحذية البلاستيكية الشتوية (البوط) التي كشف بشأنها مواطنون بأنها قفزت من 350 دينار للحذاء إلى 750 و800 دينار، في ظل الإقبال عليها، وضرورة ارتدائها من طرف مختلف الشرائح، بما فيها النساء والأطفال.