تمكنت وحدات الجيش الوطني الشعبي بقسنطينة، مساء أول أمس، من فك الخناق والحصار الذي تعرض له عشرات المواطنين بكاف لكحل بأعالي جبل الوحش، كما شاركت قوات الأمن الوطني في توزيع المؤونة من أغذية وأغطية على السكان. تنقلت، مساء أول أمس، ''الخبر''، رفقة قوات الأمن الوطني، إلى منطقة كاف لكحل الجبلية التي تتميز بارتفاعها عن سطح البحر بما يفوق 1200 متر، حيث بلغ سمك الثلوج أكثر من 2 متر، لمتابعة عملية فك الحصار عن عشرات السكان من أبناء المنطقة والمشاتي المتناثرة بها. وذكر قائد القطاع العسكري لقسنطينة ل''الخبر'' أن قوات الجيش والدرك لن تعود لثكناتها قبل فك الحصار عن آخر عائلة بمنطقة كاف لكحل، حيث تم شق 17 كلم من الثلوج في طرق وعرة ومنعرجات خطيرة، ودامت العملية عدة ساعات وإلى غاية الليل. من جهته صرح والي قسنطينة الذي شارك في العملية أن السلطات خصصت كل الإمكانيات، منذ الأيام الأولى لفك الحصار عن العائلات القاطنة في المناطق النائية. أما بخصوص غاز البوتان، فاعترف ذات المسؤول أن عملية توزيعه عرفت في بادئ الأمر اضطرابا كبيرا، إلا أن تدخل مصالحه لدى مؤسسة نفطال أعاد التوازن للعملية، التي ستستمر إلى غاية انتهاء موجة الثلوج، حيث بلغ ارتفاعها أكثر من 2 متر في بعض المناطق، مؤكدا أن خلية الأزمة بالديوان تعمل على مدار 24 ساعة من أجل تقليل من معاناة السكان، حيث تم تجنيد شاحنات مؤسسة كوجال اليابانية إجباريا، من أجل شق الطرق بمساعدة سكان المنطقة لمعرفتهم الجيدة بالمسالك لمساعدة قوات الجيش. من جهتها وزعت مصالح الأمن الوطني عشرات الوجبات الغذائية على السكان، كما ساهمت في توزيع محتويات حافلة تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي كانت محملة بأطنان من الأغذية، مثل الدقيق، الزيت، والحليب، والطماطم المعلبة، إضافة إلى الأغطية، كما قامت قوات الدرك باستقدام شاحنات محملة بقارورات غاز البوتان من منطقة بونوارة ببلدية أولاد رحمون إلى غاية كاف لكحل. كما ذكر العديد من سكان المنطقة ل''الخبر'' أن موجة البرد والثلوج هذه هي الأعنف منذ عشرات السنين، مضيفين أن معاناتهم لا تزال مستمرة، فبالرغم من توفير غاز البوتان إلا أنهم يضطرون للتدفئة بالحطب، في حين تستغل قارورات الغاز فقط للطهي للاقتصاد في المادة. كما هب عشرات المواطنين من المشاتي المجاورة للحصول على المؤونة المقدمة، مضيفين أنهم عزلوا لدرجة أن البغال لم تعد قادرة على التحرك وسط الثلوج، ولولا تدخل قوات الجيش والدرك ومصالح الولاية لفتح المسالك الكبرى، وتوفير المؤونة، لماتوا من البرد والجوع.