قالت تقارير إخبارية إن الخارجية الفرنسية بصدد التحضير لمبادرة يتم طرحها خلال مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده الجمعة المقبل، حيث وصفت مصادر دبلوماسية فرنسية مبادرة باريس لحل الأزمة في سوريا بكونها ''واقعية وقابلة للمناقشة، ترتكز على ضرورة إيقاف إطلاق النار والتشاور مع روسيا والصين للتوصل لحل سياسي''. أشارت تسريبات من الخارجية الفرنسية في وقت سابق إلى محاولات لتعديل الموقف الفرنسي المطالب بتنحي الرئيس السوري عن الحكم، في محاولة للتعامل مع الأزمة السورية ب''واقعية أكثر''، خاصة أن النظام السوري إلى الآن يتمتع بكامل قواه العسكرية وليس هناك أي مؤشر يدفع للمراهنة على الانقسام الداخلي في الوقت الراهن. وأشارت تقارير أوردتها الصحف البريطانية إلى أن وزير خارجية فرنسا آلان جوبي يسعى لإقناع الرئيس ساركوزي للقبول بتقارب مع روسيا والصين والعمل على حل سياسي لتفادي أي تعقيد في المنطقة، سيما بعد تأكيد الناتو والولايات المتحدةالأمريكية استبعاد التدخل العسكري. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تستمر فيه مساعي عزل النظام السوري من خلال رفع مستوى الضغوط، حيث أعلنت الخطوط الجوية السعودية وقف جميع رحلاتها إلى سوريا، في إشارة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ستشرع في وقف رحلاتها هي الأخرى لتشديد العزلة على النظام السوري. من جهتها أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن بلادها ستواصل جهودها لعزل الحكومة السورية، بالتوازي مع استمرار الجهود من أجل تعديل موقف كل من الصين وروسيا، مؤكدة في السياق أن مؤتمر تونس يهدف للتضييق على نظام الأسد والتشديد على رفض المجتمع الدولي لممارساته. وبخصوص هذا المؤتمر أفادت الخارجية الروسية على لسان المتحدث باسمها ألكساندر لوكاشيفيتش أن بلاده لا تعتزم المشاركة فيه، بالرغم من تلقيها دعوة رسمية من الحكومة التونسية، بالنظر لما أسمته ''الكيل بمكيالين''، في إشارة إلى عدم توجيه دعوة إلى ممثلين للحكومة السورية على اعتبار أنها طرف في الأزمة، مشيرا إلى إن ''روسيا تؤيد المجتمع الدولي في صداقته لجميع الشعب السوري وليس لجزء منه''، مضيفا أن روسيا لا تقبل أن توجه دعوة لبعض المعارضة السورية وإقصاء بقية أطراف الأزمة، كما رفض لبنان المشاركة في المؤتمر، حسب ما أكده مصدر رسمي لبناني. في هذه الأثناء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن بكين لم تحسم مشاركتها في مؤتمر ''أصدقاء سوريا''، مع التأكيد أن الموقف الصيني يعتبر أن هناك الوقت لحل الأزمة السورية بشكل سلمي. وفي سياق ذي صلة وفي محاولة للتمهيد لمبادرة باتجاه الحل السلمي شرع نائب الرئيس الصيني تشي جين بينغ، أمس، في زيارة تستمر يومين إلى تركيا للتشاور حول الأزمة السورية، مع العلم أن نائب الرئيس الصيني التقى الرئيس التركي عبد الله غول، واتفقا على أن الأولوية في الوقت الحاضر تكمن في وقف العنف. من جانبه أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن هناك مؤشرات تأتي من روسيا والصين على تغيير موقفهما مما يجري في سوريا، في الوقت الذي تزداد فيه التحذيرات من استمرار الوضع الإنساني الذي وصل، حسب المنظمات الإنسانية، لمستوى ينبئ بالخطر، خاصة في المدن التي تعرف تطويق قوات الجيش النظامي. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدن حمص، اللاذقية، إدلب ودرعا باتت تعاني وضعا إنسانيا خطيرا بسبب نقص المواد الغذائية والطبية واستحالة الحركة بسبب التهديد الأمني. من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المظاهرات المناهضة للنظام السوري باتت تجتاح عددا من أحياء العاصمة دمشق، فيما أشارت إلى سقوط أكثر من 20 شخصا في المواجهات مع القوات النظامية.