شكلت حقيقة انتماء الأمير إلى الماسونية، والدور المشبوه ''للعميل'' ليون روش وصداقته مع الأمير، نقاط خلاف ساهمت في إثراء النقاش الأكاديمي للملتقى والحقيقة التاريخية، وهو ما أثار حفيظة رئيس مؤسسة الأمير الذي انتقد مداخلة الفرنسي كلود ألزيو، حيث شكك في حقيقة الرسائل المنشورة في السيرة الذاتية لليون روش، وصداقته ''المزعومة'' مع الأمير. أثارت مداخلة الناشر الفرنسي كلود ألزيو بعنوان ''الأمير عبد القادر وليون روش.. صداقة متينة''، ردود أفعال متباينة بخصوص ''حقيقة'' الرسائل المتبادلة مع الأمير وهو في المنفى، بحكم أن الأمير قطع صلته به منذ اعتراف روش للأمير بأنه ''ادّعى'' اعتناق الإسلام. لكن كلود ألزيو دافع عن نفسه قائلا: ''لا أستطيع الجزم بحقيقة الرسائل، لكن النسخ بالعربية التي تمت ترجمتها بمدرسة الثقافات الشرقية بفرنسا موجودة، ومحتوى الكتاب اطلع عليه السفير وحفيد الأمير إدريس الجزائري''. وأكد أن المؤرخين يشككون في: ''وجود فتوى تحرم الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي، وليون روش قد تنقل إلى السعودية أو القيروان لاستصدارها من طرف العلماء آنذاك''. من جهتها، نفت الجامعية دليلة حساين دواجي انتماء الأمير للماسونية، التي عرضت عليه الانضمام بعد إنقاذه لمسيحيي دمشق: ''الأمير كان يتبادل الرسائل مع كل الأطراف دون عقدة. ورغم رفضه للعرض، قامت الحركة بمنحه، استثناء، ثلاث رتب في غيابه ودون الخضوع للطقوس الماسونية المعقدة، سعيا منها لتوظيف صورته وسمعته''. وشاطرها المؤرخ جون والكر كيزار، من جامعة كولومبيا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، هذا الطرح، مستبعدا انضمام الأمير للماسونية، قائلا: ''الأمير تراسل مع الماسونية، لكنه رفض الالتحاق بها، بالنظر لتركيبة أعضائها المشكلة من ملحدين لا يؤمنون بوجود الله، وهو ما يتناقض مع معتقداته''.