أكد أحمد أويحيى، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، صباح أمس، من خنشلة، أنه أعطى تعليمات لمناضليه وقواعده بالولايات من أجل البقاء كقوة سياسية ثانية في الجزائر، مؤكدا أن قوائم المترشحين للبرلمان في تشريعات ماي 2012 ''ستكون فيها أسماء لها نضال طويل، وقاعدة، ولن تكون هناك ''شكارة'' في تحديد الأسماء. ولن يكون فيها مناضلو آخر ساعة''. أكد أويحيى الذي عقد لقاء مغلقا مع مناضليه في دار الثقافة علي سوايحي، أن ولاية خنشلة يجب أن يحصد فيها التجمع الديمقراطي مقعدين إلى ثلاثة مقاعد من أصل الخمسة. طالبا من مناضليه العمل على أن يتحقق هذا المبتغى، لأن المنافسة ستكون شرسة، وأن حزبه أمام الشعبية التي يحوزها بإمكانه أن يحافظ على مرتبته الثانية في الساحة السياسية. مؤكدا أن متصدري المترشحين في القوائم سيكونون من القاعدة، وأن يكونوا مناضلين قدماء، ولن تكون هناك ''الشكارة''، أو الذين جاءوا للنضال في الوقت بدل الضائع. ودعا أويحيى مناضليه للنزول إلى الميدان، والاتصال بالمواطنين، وحمل انشغالهم. ولم يتعرض الأمين العام للأرندي إلى التحالف المزمع عقده بين التيار الإسلامي، ولم يؤكد أو ينفي تحالف الوطنيين والديمقراطيين، ولم يعلق على قرار جبهة القوى الاشتراكية بدخول الانتخابات. حاثا مناضليه على خدمة الحزب، وعدم تشتيت أفكارهم بما يقال هنا وهناك، لأن الميدان، حسبه، هو الفيصل في كل هذه التكهنات. هذا الكلام لم يعجب كثيرا الذين ينوون الترشح، على غرار من سبق لهم ذلك. كما أبدت مناضلات الحزب تخوفا من أن يتم إقصاء العنصر النسوي من قوائم الترشح، أو ترتيبهن في مراتب أخيرة. وقبل ذلك عاشت مدينة خنشلة، صباح أمس، أجواء التذمر والاحتقان، بسبب غلق الطرق في وجوههم جراء زيارة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، والانتشار الكبير لرجال الشرطة الذين تواجدوا بشكل مكثف لإفراغ شوارع وسط المدينة من المركبات، حتى يتسنى لأحمد أويحيى الوصول إلى دار الثقافة علي سوايعي. وقد استقبل أويحيى كوزير أول، حيث تم تسخير جل إمكانات الدولة له، وتم إحضار حافلات التضامن الوطني لنقل المناضلين من البلديات. المواطنون الذين ظلوا يرددون ''يتفكرونا غير في الانتخابات'' تمنوا من الوزير الأول تنظيم زيارة إلى الولاية، والاستماع إلى معاناتهم في ظل الاحتجاجات اليومية التي وصلت شهر فيفري الماضي إلى 560 احتجاج، منها 150 بعاصمة الولاية. وأفصح أحمد أويحيى، أمس، أن الحكومة أعدت برنامجا ضخما وغلافا ماليا معتبرا لصحراء بابار جنوب الولاية، قصد إنشاء كاليفورنيا الجزائر بها، مؤكدا أن البرنامج الخماسي الحالي أخذ هذه الصحراء بعين الاعتبار أمام ما تحققه من إنتاج في الحبوب وأنواع الخضروات التي ينتجها فلاحو ثلاث بلديات في ظروف صعبة في غياب الإمكانات. الوزير الأول الذي نزع قبعة الأمين العام للأرندي أكد أن بطاقة فنية وتقنية لصحراء بابار هي الآن على مستوى مكتبه، وقد تم مناقشة جميع الهياكل التي ستقام في هذه الصحراء، مؤكدا بأن البرنامج المعد لها، والغلاف المخصص لإقامة المشاريع الضخمة بها ستجعلها تتحول إلى كاليفورنيا. وفي باتنة، عقد أويحيى لقاء تنظيميا، حيث أكد أن القائمة الانتخابية بالولاية ستكون محلية، مع احتفاظه بحق التعديل وإجراء روتوشات في القوائم انطلاقا من التمثيل الجغرافي لكسب مزيد من التأييد للحزب، ورد أويحيى على الأحزاب التي تنادي برحيل الحكومة التي يترأسها، بالقول إن ''من يتحدثون عن التزوير هم أولئك الذين لا يذهبون للتصويت، ويتركون صناديق الاقتراع فارغة''.