انتخب الإيرانيون، أمس، ممثليهم في البرلمان في انتخابات عرفت مقاطعة التيار الإصلاحي لها، وتنافس على مقاعدها ال290 أكثر من 3300 مرشح. وقال مرشد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، إن الإقبال على صناديق الاقتراع ''سيوجه صفعة لقوى الطغيان''، و''سيثبت العزم على مقاومة العدو''. كما دعا الرئيس، أحمدي نجاد، إلى التعبئة ''لانتخاب مجلس شورى قوي ويحظى بشعبية''، بينما شدد وزير الدفاع أحمد وحيدي على أنه ''كلما ارتفعت نسبة المشاركة كلما تعزز الأمن في البلاد''، كما أعلن قائد الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم أن الأمن مستتب، وأن الانتخابات تجري بشكل ''طبيعي'' بعيدا عن أي حوادث أو تظاهرات تنظمها المعارضة. وتوقع موفد قناة ''روسيا اليوم'' إلى إيران أن تصل نسبة المشاركة في الانتخابات الإيرانية 65 بالمئة رغم مقاطعة التيار الإصلاحي لهذه الانتخابات، خاصة بعد قمع هذا التيار في أحداث .2009 وتتراوح نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية عادة بين 50% و70% وبلغت 4,55% في العام 2008، بحسب الأرقام الرسمية. وكانت مكاتب الاقتراع في إيران قد فتحت أبوابها صباح أمس لدعوة حوالي 48 مليون ناخب لاختيار 290 نائب في مجلس الشورى الذي من المتوقع أن يسيطر عليه كما في الانتخابات السابقة المحافظون، وتنافس قرابة 3300 مرشح في الانتخابات التي قاطعتها أبرز حركات المعارضة الإصلاحية، احتجاجا على القمع الذي تعرضت له منذ إعادة انتخاب نجاد المثيرة للجدل العام .2009 وخاض المحافظون الحاكمون انتخابات وسط انقسام في صفوفهم يتمثل بتقديمهم عدة لوائح متنافسة، بينما قرر قسم من الإصلاحيين الذين أنهكتهم حملة القمع التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد مقاطعة الاقتراع. وانقسم المحافظون إلى لائحتين رئيسيتين هما: ''الجبهة المتحدة للمحافظين'' التي تضم مناصري رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وهذه الجبهة التي تضم عدة أحزاب وجمعيات يرأسها آية الله محمد رضا مهدوي كاني وتعبر بوضوح عن معارضتها لأحمدي نجاد، بالإضافة إلى ''جبهة ثبات الثورة الإسلامية'' التي تضم إلى جانب آية الله محمد تقي مصباح يزدي وزراء سابقين في حكومة أحمدي نجاد ومحافظين من تيارات مختلفة. وهناك عدة لوائح أخرى للمحافظين أقل أهمية من بينها لائحة ''صوت الأمة''، و''جبهة إيران الإسلامية للمقاومة''. وينقسم الإصلاحيون إلى عدة اتجاهات من بينها ''جبهة الديمقراطية'' بقيادة النائب المنتهية ولايته مصطفى كواكبيان، وتضم 15 مرشحا في طهران، وتدعم حوالي مائة مرشح آخرين في المحافظات، و''الجبهة الشعبية للإصلاحات''، و''دار العمل'' النقابة الرسمية.