ومع ذلك لم يستطع لاري أن يبدّد قلق أنصاره من موقف كروبي المنفرد، حين اعتبر أن خاتمي هو الوحيد القادر على توحيد أصوات الناخبين الإصلاحيين. إلا أن كروبي يرى من ناحيته، أن ترشّحه لا يعني خروجه عن إجماع الإصلاحيين، مشيراً إلى أنّه يعمل ضمن ما سمّاه مثلث "خاتمي هاشمي كروبي". وكروبي، الذي يعتبر أول مسؤول سياسي إيراني يعلن ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، تولى رئاسة مجلس الشورى بين 1990 و1992 وبين 2000 و2004. وقد أخفق في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2005. في المقابل، يستعدّ المحافظون لترشيح الرئيس الحالي، محمود أحمدي نجاد، رغم الخلافات الجدّية حوله داخل الجبهة والانتقادات اللاذعة التي وُجّهت إليه من داخل معسكره، على خلفية الإخفاقات الاقتصادية لحكومته. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن محمد رضا باهنر وهو أحد قادة المحافظين قوله: إن "ثمة انقساماً حاداً داخل المحافظين حول نجاد، وهناك معارضة جدّية لترشحه"، غامزاً من قناة سياساته الاقتصادية، ومعرباً عن قلقه فيما لو توحّد الإصلاحيون على اسم واحد في هذه الانتخابات. وللمحافظ المعتدل رئيس بلدية طهران، محمد باقر قاليباف، حظٌ وافرٌ، بحسب أنصاره، فمع أنه لم يقدّم ترشّحه حتى الآن، يؤكّد الأمين العام لائتلاف حزب الله المقرّب من قاليباف، كنعاني مقدم، أنّ الاول هو أحد تسعة مرشحين: مهدي كروبي، محمود أحمدي نجاد، محمد خاتمي، محمد رضا قاليباف، محسن رضائي، حسن روحاني، محمد هاشمي، عزت الله ضرغامي وعبد الله جاسبي، مضيفاً أنّ "المحافظين والإصلاحيين قدّموا كل ما لديهم للناس وقد جرّبوا، والآن جاء دور القوة الثالثة"، في إشارة منه إلى قاليباف. وكان الإصلاحي مهدي كروبي أطلق أمس السباق الرئاسي في إيران بعد إعلان ترشيحه للانتخابات المقررة في يونيو 2009، موجهاً في الوقت ذاته انتقادات لاذعة إلى الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، الذي اعتبر انه فشل في السياسة الخارجية وفي الاقتصاد. وقال كروبي، في مؤتمر صحافي عقده في طهران: بعد مشاورات عديدة قمت بها، ورغم معرفتي بالصعوبات التي ستعترض طريقي، أعلن استعدادي للترشح. لقد دخلت السباق"، إلا انه لم يستبعد الانسحاب لاحقاً لمصلحة مرشح إصلاحي آخر إذا تبيّن ان هذا الأخير أوفر منه حظاً بالفوز. وبالنسبة الى احتمال ترشح الرئيس السابق الاصلاحي محمد خاتمي، قال كروبي، إن هذا الاخير ينبغي أن "يتخذ القرار بنفسه، وعندما يدخل السباق ويبدأ نشاطاته سندرس الوضع". أما نجاد وخاتمي فقد امتنعا حتى الآن عن إعلان نيتهما الترشيح للرئاسة. وينتظر أن يقرّ حزب الثقة الوطنية "اعتماد ملي" الذي أسسه كروبي، خلال مؤتمره العام الخميس المقبل ترشيح رئيس البرلمان السابق. واستغل المرشح الاصلاحي مؤتمره الصحافي لتوجيه انتقادات لاذعة الى نجاد، وقال: "أعتبر أن احمدي نجاد فشل في السياسة الخارجية وفي المسائل الاقتصادية"، مضيفاً أن +المصرف المركزي نفسه قال، إن التضخم تجاوز %23 وانه سيرتفع أكثر". كما حمل كروبي على تصريحات نجاد عن المحرقة اليهودية التي وصفها بأنها خرافة. فقال: تحدث الرئيس عن هذه القصة، فكلّف ذلك البلاد كثيراً، ولا أفهم ما الذي قدمه لنا". وسعى كروبي خلال السنوات الأخيرة، إلى إبعاد حزبه عن الأجنحة المغالية في تبني التوجهات الإصلاحية المتهمة بالابتعاد عن النظام الإسلامي الذي يحكم البلاد منذ الثورة الإيرانية عام 1979 والاتجاه نحو نهج علماني.