نفى السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية أن يكون قرار الأفافاس المشاركة في الانتخابات التشريعية، في10 ماي، نتاج ''تفاوض'' بين القيادة والمخابرات أو النظام ككل. وقال إن الحزب اتخذ القرار ''بكل مسؤولية وسيادة وبناء على نقاشات موسعة للمناضلين''. قال علي العسكري، في ندوة صحفية عقدها، أمس، ''لكل مرحلة إستراتيجيتها''، ردا على سؤال: ما الذي تغير في البلاد منذ عشر سنوات حيث قاطع الحزب عهدتين متتاليتين (2002 و2007)، بينما قرر المشاركة في تشريعيات .2012 ونفى العسكري أن تكون قيادة الأفافاس تفاوضت مع النظام قبل أن تعلن تزكيتها الانتخابات القادمة. وذكر أن ''الظرف الإقليمي والمحلي الحساس دفعنا إلى تبني المشاركة من أجل التغيير الديمقراطي، ووضع حد لانسداد قائم في البلاد، والإسهام في دمقرطة البلاد مع كل الفاعلين السياسيين، الممثلين الشرعيين للشعب الجزائري، حيث نحتاج إلى السلم''. وفند العسكري ما تردد من أن قيادة الحزب، على رأسها زعيمه التاريخي حسين أيت أحمد، كانت حسمت في قرار المشاركة قبل أشهر، قائلا: ''لو كان الأمر كذلك لما فتحنا نقاشا حول الاتفاقية الوطنية، التي بحث فيها المناضلون والمتعاطفون والنقابات الحرة شريكة الحزب، لأجل النظر في إمكانية المشاركة أم المقاطعة''. وأضاف: ''اتخذنا قرارا سيدا ومسؤولا بموافقة الجميع، ولم يعارض من أعضاء المجلس الوطني سوى أربعة''. وتدخل عضو في المجلس الوطنين ليؤكد: ''تعتبر الانتخابات التشريعية فرصة لنا لبناء الحزب ورص صفوفه، والسعي إلى كسر الانسداد الموجود، ولو حصلنا على مقعد واحد فقط في المجلس القادم''، بينما نفى الحزب أن يكون قراره المشاركة قد تواتر عن قرار حزب آخر (الأرسيدي) المقاطعة. ''لا يهمنا ما يفعله الآخرون''. وقال علي العسكري إن الأفافاس سيدرس القرارات الملائمة والذهاب بعيدا، في رده على سؤال حول ما يمكن للحزب فعله في حال ثبت تزوير التشريعيات، مشيرا بشأن الإشراف القضائي على الانتخابات: ''نعرف جميعا أن القضاء غير مستقل وتابع''. ورغم ذلك، أجاب عن سؤال ''الخبر'' بشأن احتمال الدخول في تحالف مع أحزاب أخرى من أجل مراقبة الانتخابات، بالتأكيد أن ''الأفافاس سيدخل وحده الانتخابات''. بينما أكد بخصوص الهالة السياسية المتصلة بصعود الإسلاميين: ''لم ندخل الانتخابات بعد لنحكم''، مشددا: ''نتمنى أن تكون الانتخابات حرة كما حصل في تونس والمغرب''. وسلم السكرتير الأول للأفافاس ب''صعوبة'' إقناع الناخبين بالتوجه لصناديق الاقتراع، لكنه شدد على ضرورة التعبئة والتجنيد، وعزا موقفه إلى ''مشاكل جمة يعيشها الجزائريون، بسبب الغلق والانسداد''. وتابع: ''نعرف أن الانتخابات لم تعد أولوية لدى الجزائريين في ظل شيوع اليأس، لكن الجزائريين أنفسهم مقتنعون بضرورة التغيير السلمي بعيدا عن العنف، والأفافاس كان دوما يناضل لفتح الساحة ولم ينتظر الانتخابات كما تفعل أحزاب أخرى، تهرول كلما حل الموعد الانتخابي''.