فاز ''قيصر روسيا'' فلاديمير بوتين بالانتخابات الرئاسية من الدور الأول، وبنسبة 9 ,36% من الأصوات في الانتخابات التي جرت أول أمس الأحد، والتي اتهمته المعارضة بالتزوير، رغم أنها جرت تحت مراقبة بالكاميرات. قال المراقبون الذين ينتمون لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية إنهم شعروا ب''خيبة أمل'' حيال الأسلوب الذي نجح من خلاله بوتين بالفوز بالسلطة، وتحدثوا عن رصد عمليات تلاعب، وإضافة أصوات في ثلث المراكز الانتخابية التي قاموا بمراقبتها. أعلن فلاديمير بوتين فوزه بالرئاسيات الروسية قبل انتهاء فرز الأصوات أمام نحو 100 ألف من أنصاره بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو، وقال، ودموع الفرح في عينيه: ''لقد فزنا في معركة مفتوحة ونزيهة''. وواجه بوتين في الانتخابات أربعة منافسين، سبق له أن هزم ثلاثة منهم في انتخابات سابقة، وهم: غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي، وسيرغي ميرونوف زعيم حزب ''روسيا العادلة''، ومرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، بجانب المرشح المستقل ميخائيل بروخوروف، وهو الوحيد الذي يشارك في انتخابات الرئاسة للمرة الأولى. وحصل بوتين على 9, 63% من الأصوات بعد فرز 47, 98% من مراكز الاقتراع، بحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية، في حين احتل منافسه العنيد المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف المركز الثاني، حاصدا نسبة 18, 17 في بالمائة من الأصوات، فيما حصل الملياردير الليبرالي ميخائيل بروخوروف على 7,7 بالمائة من الأصوات والمرشح الشعبوي فلاديمير ييرينوفسكي على 24, 6 بالمائة من الأصوات، فيما حل الوسطي سيرغي ميرونوف في المرتبة الأخيرة مع 84,3 بالمائة من الأصوات. وبلغت نسبة المشاركة 64%. واعتبرت الصحافة الروسية أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي فاز في الانتخابات الرئاسية سيكون في مواجهة نقص في الشرعية خلال ولايته الثالثة في الكرملين، رغم فوزه الساحق. وكتبت صحيفة ''فيدوموستي'' الاقتصادية أن ''فلاديمر بوتين فاز بالانتخابات الرئاسية بفارق جيد''، لكن السلطة ''لم تتمكن من زيادة شعبيتها'' التي تضررت من جراء حركة الاحتجاج في الأشهر الماضية. ورأت صحيفة المعارضة، نوفايا غازيتا، أن ''النزهة انتهت''، مضيفة ''يمكن إجراء انتخابات، لكن لا يمكن خداع الشعب''. واعتبر كاتب الافتتاحية في الصحيفة، كيريل روغوف، أن ''الانتخابات تمت حسب إجراء لا يضمن شرعية الفائز''. وجرت الانتخابات الرئاسية الحالية وسط أجواء سياسية مغايرة، بعدما فجرت الانتخابات في ديسمبر الماضي حركة احتجاجات على مزاعم اتهامات بالفساد ومطالب إصلاح. وحاز حينها حزب بوتين الحاكم ''روسيا الموحدة'' على 5, 49 في المائة من الأصوات. ورفضت المعارضة النتائج ودعت لمظاهرات أمام الرئاسة. وكان فلاديمير بوتين، وهو رئيس وزراء روسيا منذ العام 2008، قد غادر الكرملين خلال العام المذكور بسبب عدم جواز توليه الرئاسة لأكثر من ولايتين متتاليتين بحسب الدستور، ودفع عندها بالبديل عنه ديمتري مدفيديف لتولي سدة الرئاسة، وقام هذا الأخير بالانسحاب من المشهد السياسي لصالح بوتين في سبتمبر للسماح له بالعودة إلى رئاسة البلاد عام .2012