ناشد عدد من أطباء المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة الوزير الأول، أحمد أويحيى، وقف ما اعتبروه جريمة في حق مرضى السرطان بشرق البلاد، الذين يموتون بسبب انعدام العلاج الكيميائي، مكذبين تصريحات وزارة الصحة بتوفر الأدوية، ما دفع بمئات المرضى للتوجه إلى تونس من أجل اقتنائها. وجه مجموعة من أطباء المستشفى الجامعي ابن باديس نداء استغاثة للوزير الأول، تحصلت ''الخبر'' على نسخة منه، من أجل التدخل لتوفير العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، بعد أن أصبح المركز الجهوي للسرطان بقسنطينة عاجزا عن علاج المرضى بسبب ندرة الأدوية، ما أدى إلى تدني فرص شفاء عشرات المرضى الذين يعانون في صمت، ويتوجهون مباشرة للموت المحتوم، خاصة الأطفال، فبالرغم من فرص شفائهم العالية من الأورام وسرطان الدم، إلا أن تقاعس المسؤولين في توفير الأدوية حرمهم من العيش، منددين بممارسات وزارة الصحة التي كذبوا كل تصريحات مسؤوليها بتوفر أدوية السرطان، مؤكدين أنهم يوميا يضطرون لإجبار المرضى القادمين من مختلف الولايات، نساء ورجالا، صغارا وكبارا، للعودة إلى منازلهم، لعدم توفر الأدوية. مع العلم، أضاف ذات الأطباء، أن كل يوم تأخير يقابله يوم هو أقرب للموت منه إلى الحياة. وقال الأطباء إن عشرات المرضى أصبحوا يضطرون إلى التنقل إلى تونس من أجل شراء الأدوية المضادة للسرطان، والمتوفرة بشكل عادي، بالرغم من أن تونس لا تتوفر على نفس الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تعيشه الجزائر، وبالرغم من ذلك يتوفر مرضاها على كل الأدوية المضادة للسرطان المفقودة في مستشفيات الجزائر أهمها، ''أدغياميسين''، ''في. بي.,''16 ''أوندوكسان''، ''ناتولان''، ''ميتوتراكزات'' أقراص، وهي أدوية كلها تقاوم السرطان، لدى الأطفال والبالغين في نفس الوقت، فنقص واحد من هذه الأدوية أو كلها يؤدي بالمريض إلى الموت المحتوم. من جهة أخرى عبر مرضى السرطان عن سخطهم لانعدام العلاج الكيميائي، حيث قالوا إنهم يترددون في كل مرة على المستشفى الجامعي من جل ولايات الشرق، حسب البرنامج الزمني المحدد لهم من قبل الأطباء إلى أنهم في كل مرة يعودون خائبين لانعدام الأدوية، في الوقت الذي تدهورت صحة العديد منهم، ما جعلهم يضمون صوتهم لصوت الأطباء لمطالبة الحكومة بتوفير الأدوية قبل فوات الأوان.
