ثمن السيد بغلول رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الصيادلة بقسنطينة قرار الوزير الأول القاضي بمراجعة سياسة تسيير الأدوية والتي أدت إلى وقوع أزمة في سوق الأدوية السنة الماضية، حيث قال المتحدث، نهار أمس، على هامش منتدى إذاعة قسنطينة، إن أزمة الدواء في الجزائر ترجع إلى عشرين سنة خلت وقد تفاقمت السنة الفارطة وأن هذه القرارات التي كان من المفروض أن تتخذ منذ مدة ستعود بالفائدة حتما على سوق الأدوية وعلى المرضى. وقد أرجع السيد بغلول أزمة الدواء التي شهدتها الجزائر السنة الفارطة إلى عدة عوامل وصفها بالمعقدة، ليلح على ضرورة تبني، من جديد، سياسة الرقابة التي من المفروض أن تفعّل على مستوى مديريات الصحة تجاه الصيدليات، كما رفض المتحدث الخوض في التصريحات الأخيرة لوزير الصحة حول مافيا الدواء وتضخيم فواتير الاستيراد، معتبرا أن هناك قطاعات أخرى أكثر إلماما بالموضوع من الصيادلة على غرار وزارة التجارة، ليضيف أن الانتقال من النظام الاحتكاري للمؤسسات العمومية سابقا نحو نظام السوق المفتوح ساهم في تأزم الوضع. من جهته، أكد السيد صالح عربات منتج ومستورد أدوية بقسنطينة أن هناك مشاكل تقنية تحد من استيراد بعض الأدوية على غرار ''الطامجيزيك'' الخاص بمرضى السرطان والذي يشترط في دخوله الجزائر أن لا تتعدى مدة صلاحياته 12 شهرا بعدما كانت 18 شهرا، وأن مدة الإجراءات التقنية بالجمارك تصل إلى 4 أشهر وهو الأمر الذي يدفع بالمستوردين للعزوف عن استيراد هذا الدواء وبذلك تقع الندرة. أما السيد مراد مخلوف رئيس مصلحة الهياكل بمديرية الصحة فقد أكد أن مشكل التموين بالأدوية الذي عرفته السوق الجزائرية السنة الفارطة سينتهي هذه السنة بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة، معتبرا أن مشكل الديون الذي غرقت فيه الصيدلية المركزية بسبب عدم تسديد المستحقات من طرف المؤسسات الاستشفائية والصحية، ساهم بشكل كبير في ندره الأدوية. وقد أكد رئيس جمعية طفولة وأمل لمرضى الصرع بقسنطينة أن حوالي 340 طفلا ضمن جمعيتهم يعانون من غياب الأدوية الضرورية لعلاجهم وعلى رأسها دواء ''الديباركين'' الذي يستعمل للتخفيف من النوبات العصبية والتشنجات لدى الأطفال مرضى الصرع الذين تتراوح أعمارهم بين 7 أشهر و13 سنة، حيث أضاف ذات المتحدث خلال منتدى إذاعة قسنطينة أن جمعيته تلجأ في العديد من الأحيان إلى طرق غير قانونية بجلب هذا الدواء من فرنسا وتونس خارج أطر الاستيراد المشروعة خاصة في ظل غياب أدوية حوالي 150 طفلا بالجمعية تماما من السوق الوطنية. من جهته، قال السيد مراد بوخالفة رئيس جمعية أنكولوجيكا لمرضى السرطان أن مرضى السرطان يعانون ماديا ومعنويا وقد زادت من معاناتهم ندرة الأدوية اللازمة للعلاج على غرار الفاست، ''الأدرياسين'' وكذا ''الدارفولين'' وهو الأمر الذي يجعل المرضى الذين يتنقلون من ولايات بعيدة مثل المسيلة وبسكرة يعودون خائبين في كل مرة يقصدون مصلحة معالجة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن باديس.