هدد ''التكتل الثلاثي الإسلامي'' بالانسحاب مبكرا من الانتخابات التشريعية في حال حدثت أي بوادر للتزوير أو التلاعب بالانتخابات، وأثنى على مؤسسة الجيش ووصفها ب''الشريفة''، وحيّا القضاة الذين رفضوا الخضوع للأوامر الإدارية ووصفهم ب''الشجعان''. قال رئيس حركة النهضة، فاتح ربيعي، إن أحزاب التكتل الإسلامي قد تقرر الانسحاب من سباق التشريعيات، في حال ظهرت بوادر التزوير. وقال ربيعي في ندوة صحفية مشتركة عقدها رفقة رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ورئيس حركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، أمس بالعاصمة ''لم نقدم صكا على بياض للسلطة، سننسحب بالتأكيد إن حدث التزوير أو أي تلاعب بالانتخابات''، مضيفا أن ''الجزائر في مفترق الطرق، نحن اخترنا أن نذهب إلى التغيير بالطرق السلمية وبالصندوق، وأي تلاعب أو محاولة لتحريف إرادة الشعب هو لعب بالنار تتحمله السلطة، لأنهم عندها يدفعوننا إلى خيارات أخرى''، مشيرا إلى أن ''التزوير معناه استدعاء التدخل والابتزاز الأجنبي للجزائر''. وأثنى ربيعي على الجيش وقال ''مؤسسة الجيش شريفة ونرفض إقحامها في الجدال السياسي أو محاولة استغلال احترام الجزائريين لها للتلاعب بالانتخابات''، وحيّا القضاة الذين رفضوا الخضوع لأوامر الإدارة قائلا ''نحيي القضاة الشرفاء، لكن هناك قضاة خانتهم الشجاعة''. وهدد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، برد قوي من الأحزاب الإسلامية في حال حصل أي تلاعب في الانتخابات وقال ''دعه يقع (التزوير) وسترى ما نفعل''، مشيرا إلى أن ''عهد الغرف المظلمة والتلاعب بإرادة الشعب انتهى ولن يعود ، لأننا في عهد إرادة الشعوب''. وأكد أمين عام الإصلاح حملاوي عكوشي في نفس السياق أن ''التكتل الإسلامي قد ينسحب من الانتخابات التشريعية قبل موعدها، في حال حدوث أي تزوير أو محاولة السلطة التلاعب بالانتخابات''، وأضاف عكوشي ''إذا حصل التزوير أو ظهرت بوادر ذلك، سنستعمل كل الوسائل القانونية الممكنة''، واعتبر أن ''محاولة ضخ أسماء أفراد الجيش في القوائم الانتخابية بعد انتهاء الآجال القانونية هو بداية للتزوير''. وتداول رؤساء الأحزاب الثلاثة الرد على أجوبة الصحفيين، وقال أبو جرة سلطاني بشأن خلافات وانشقاقات في الحركات الثلاث بسبب قوائم الترشيحات ''لا توجد أي انشقاقات في الحركات الثلاث بسبب الترشيحات ولا داحس والغبراء، لقد فوجئنا بالقبول الكبير لمناضلينا بهذا التكتل، لقد ربحنا معركة القوائم وانتهينا من ضبطها بنسبة 80 بالمئة وسنعلن عنها قريبا''، مشيرا إلى أنه يتوقع أن ''تكون هناك نساء متصدرات القوائم، كما يمكن أن يتم ترشيح مستقلين في صدارة قوائم التكتل الإسلامي في بعض الولايات''. وقال سلطاني إن التكتل الذي أعلن عن تأسيسه قبل عشرة أيام تحت اسم ''تكتل الجزائر الخضراء'' سيقوم بحملة انتخابية غير مسبوقة ''سنقوم بعمل جواري كبير وندق على البيوت بابا بابا''، وأضاف ''لن يستخدم وزراؤنا الوسائل العمومية في الحملة الانتخابية''. ورد سلطاني على تصريحات أطلقها المتحدث باسم الأرندي، ميلود شرفي، اتهم فيها حمس بالعمل لصالح أجندات أجنبية، وقال ''انتهى عهد الإسلاموفوبيا، ننصح شرفي بأن يهتم بحزبه، هو وأمثاله يعيشون في التسعينات، وعقلهم متأخر عن الأحداث''. ونفى رئيس حركة الإصلاح حملاوي عكوشي وجود أي تمويل من الخارج للأحزاب الإسلامية، وقال ''ولم ولن نأخذ فلسا واحدا، والذين يتهموننا يحاولون إثارة الجدل ليس إلا، لكن يجب أن نتحدث عن الأحزاب التي تتمول من الخزينة العمومية بطرق متعددة''.