سحب الحرب مازالت تخيم على سماء المناطق الحدودية بين السودان ودولة جنوب السودان (الوليدة) مع استمرار الاشتباكات والقصف الجوي السوداني لليوم الثاني على التوالي بالمناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان خاصة في منطقة أبيي (بولاية جنوب كردفان) أين يوجد أهم وأقدم حقل بترولي متنازع عليه، والذي يمثل أغلب ما تبقى للخرطوم من النفط بعد انفصال الجنوب عنها في جويلية 2011، قبل أن تقوم جوبا (عاصمة جنوب السودان) بالاستيلاء عليه بالقوة أول أمس الإثنين. وردّت القوات السودانية أمس على سيطرة دولة جنوب السودان لمجمع إهليلج النفطي بقصف جوي لحقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة (بدولة جنوب السودان) قرب الحدود مع السودان، وقال وزير الإعلام في ولاية الوحدة جيديون جاتبان ''سمعت طائرة أنتونوف تحلق فوق بلدة بانتيو، لأنها كانت أسقطت لتوها قذائف على حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة''. في المقابل اتهمت الخرطوم رئيس جنوب السودان سلفاكير بانتهاج سياسة ''الخداع والتضليل'' عندما وقع على اتفاقات إثيوبيا، وأرسل وفدا الأسبوع الماضي إلى الخرطوم لدعوة البشير إلى القمة في جوبا التي كانت مقررة يوم 3 أفريل الداخل قبل أن يقرر الرئيس السوداني عمر البشير تأجيلها. وقالت الإذاعة السودانية أمس ''أعلنت الحكومة تأجيل زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا بعد أن هاجم جيش جنوب السودان مجمع اهليلج النفطي'' المتنازع عليه.ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن وزير الإعلام عبد الله علي مسار قوله إن تصريحات سلفا كير التي أعلن فيها استيلاء قواته على مجمع اهليلج النفطي ''تعكس منتهى الحقد إزاء السودان وشعبه وقواته المسلحة''. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير، أول أمس، أن الطائرات والقوات البرية السودانية هاجمت الاثنين عدة مواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان.وقال سلفا كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية ''هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت مناطق في ولاية الوحدة''، مضيفا ''بعد هذا القصف العنيف تعرضت قواتنا لهجوم من قبل القوات المسلحة السودانية وميليشيات''. وأوضح أن قوات جنوب السودان ردت واجتازت الحدود مع الشمال وسيطرت على حقل نفط اهليلج الذي يطالب به الطرفان.