ينطلق، اليوم، مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني في إسطنبول التركية، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 70 دولة غربية وعربية، وفي غياب كل من الصين وروسيا، أهم حلفاء النظام السوري، فيما أكد وزير خارجية تركيا، أحمد داوود أوغلو، أن بلاده تحرص على أن يخرج هذا المؤتمر بقرارات إيجابية لصالح الشعب السوري ولإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من سنة. كانت الخارجية السورية أعلنت، على لسان المتحدث باسمها، جهاد المقدسي، أن بلاده ''أنهت معركة إسقاط الدولة''، مشيرا إلى أنه من مصلحة سوريا التعامل بإيجابية مع خطة كوفي عنان، كاشفا أن ''الجيش سيغادر المناطق السكنية ما إن يتم إحلال الأمن والاستقرار دون اتفاقات مسبقة''، مضيفا أن سوريا ستستقبل، في الأيام القليلة القادمة، وفدا عن الأممالمتحدة للتفاوض حول آليات تطبيق خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان. وتشكك المعارضة السورية والدول المناهضة للنظام السوري في حقيقة نوايا السلطات السورية في تنفيذ الخطة العربية الأممية القاضية بالوقف الفوري لأعمال العنف وإطلاق سراح كل المعتقلين، حيث أكدت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، هيلاري كلينتون، في ندوتها الصحافية بالرياض، أن الإدارة الأمريكية ''تنتظر من النظام السوري أفعالا وليس أقوالا''، مشيرة إلى أن أعمال القصف ما تزال مستمرة في العديد من المناطق السورية. كما جددت موقف بلادها الذي يعتبر أن تسليح المعارضة في الوقت الحالي قد يزيد من تأزيم الوضع، داعية المعارضة السورية إلى ضرورة توحيد صفوفها بشكل أكثر جدية. من جانبه، أعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير سعود الفيصل، أن بلاده تعتبر أن مسألة تسليح المعارضة ''واجب يتيح للمدنيين الدفاع عن أنفسهم''. وفي السياق، أشارت الصحف السعودية، الصادرة أمس، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إلى أن المبعوث المشترك، كوفي عنان، سيقوم، بحر الأسبوع الحالي، بزيارة إلى الرياض لتوسيع مشاوراته مع المسؤولين حول حل الأزمة في سوريا، مع الإشارة إلى أن عنان فضل عدم المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا للحفاظ على الدور الحيادي الذي يتطلبه دوره كوسيط. من جانب آخر، أعلنت الخارجية المصرية أنها ستشارك في أعمال مؤتمر إسطنبول، من أجل إبداء وجهة نظرها بشأن ضرورة الالتزام بالحل السياسي، مثلما تم الاتفاق عليه خلال القمة العربية المنعقدة في بغداد، في حين أشار المجلس الوطني الكردي السوري إلى أنه لم يتلق أي دعوة للمشاركة في المؤتمر، بالرغم من تأكيده على رفض تمثيله من طرف المجلس الوطني السوري، حيث انسحب من اجتماع المعارضة، الأسبوع الماضي، معلنا أن أكراد سوريا يمثلون أنفسهم، الأمر الذي رفضته تركيا، على اعتبار أنها ترفض اعتبار التعامل مع أكراد سوريا على أنهم كيان مستقل، خشية انتقال العدوى إلى أكراد تركيا. ميدانيا، أجمعت لجان تنسيق الثورة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى جانب الهيئة العامة للثورة السورية، على استمرار أعمال العنف والقصف المدفعي من طرف قوات الجيش السوري النظامي، فيما تواصلت الاشتباكات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، حيث أكد المرصد السوري مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا، بينهم ستة على الأقل من قوات الجيش السوري.