أكدت السلطات السورية، أمس، في خطاب موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن المدنيين في سوريا يتعرضون لعنف ''الجماعات المسلحة''، في الوقت الذي ردت هذه الأخيرة بتشديد اللهجة في إدانة الحكومة السورية لعدم استجابتها لمطالب المجتمع المدني، بالسماح لوصول قوافل الإغاثة إلى المتضررين في أحياء محافظة حمص، في إشارة إلى منع دخول الصليب الأحمر الدولي للمناطق الأكثر التي يسيطر عليها الجيش السوري. وفي هذه الأثناء، أعلنت الخارجية الروسية أنه بالرغم من وجود معاهدة الصداقة مع سوريا، إلا أن موسكو لن تقدم أي نوع من الدعم العسكري للحكومة السورية في حال شن الدول الغربية هجوما على دمشق، حيث أشار المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إلى أن موقف روسيا من الأزمة السورية ''مبدئيا، نحن نرفض التدخل الأجنبي، كما نرفض التسليح ولكننا لن نُفعّل اتفاقية الصداقة العسكرية''. وقد اعتبرت الخارجية الروسية أنه من الضروري على المجتمع الدولي منع تسليح المعارضة السورية، في ظل التأكيدات التي تشير إلى أن عناصر من تنظيم القاعدة ينتمون إلى الجماعات المسلحة. بينما جددت دول مجلس التعاون الخليجي، دعوتها للمجتمع الدولي لتقديم السلاح للمعارضة، على حد تأكيد مندوب السعودية والمتحدث باسم دول الخليج في الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، الذي أشار إلى أن دول الخليج على أتم استعداد لأن تكون ''في طليعة أي جهد دولي مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري''. وأشار المعلمي إلى أنه ''ثبت أن الحل الوحيد المتبقي هو تسليح المعارضة لإسقاط النظام بالقوة''، في حين أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المجتمع الدولي متفق على إدانة ''وحشية النظام السوري''، مشيرا إلى أن أيام الرئيس الأسد ''أصبحت معدودة''، في تأكيد على استمرار التشاور من أجل تبني قرار دولي يضع حدا للوضع في سوريا، قد يتجسد خلال مؤتمر اسطنبول لأصدقاء سوريا المقرر في الأيام القليلة القادمة. وعلى الصعيد الدولي دائما، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن مبعوثه الخاص لسوريا، كوفي عنان، بدأ بالفعل مشاورات مع الدول المعنية بالأزمة، تحسبا للزيارة التي من المقرر أن تقوده إلى العاصمة السورية دمشق، حيث سيتوجه قبل ذلك وفي غضون الأسبوع المقبل إلى القاهرة للاجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية ووضع اللمسات الأخيرة على المبادرة التي يحملها إلى الحكومة السورية. ميدانيا، أفاد المرصد الوطني لحقوق الإنسان بأن الأوضاع لم تتحسن بالرغم من تراجع قوات الجيش الحر، بينما تستمر السلطات السورية في عرقلة جهود فرق الإغاثة التي لم تتمكن من الوصول للمناطق الأكثر تضررا، مع العلم أن أعمال العنف مستمرة، حيث تم تفجير سيارة مفخخة في مدينة درعا بالأمس خلفت مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وجرح آخرين، فيما توالى قصف الجيش النظامي على حي ''جوبر'' بمدينة حمص. وأكدت مصادر دبلوماسية، من جهة أخرى، أن الحكومة السورية سلمت جثث الصحفيين الفرنسي والأمريكية لممثلين عن سفارات البلدين.