يبدأ المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، اليوم، مباحثاته مع السلطات الصينية حول الأزمة السورية، في محاولة لتقريب وجهات النظر بعدما حصل على تأييد روسيا للمبادرة التي يقودها. في غضون ذلك، اجتمعت أطياف من المعارضة السورية، أمس، في العاصمة التركية اسطنبول، للتحضير لمشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا، في الوقت الذي أعلنت أنقرة إغلاق سفارتها في دمشق لاعتراضها على سياسة النظام السوري. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستعد تركيا لاستضافة مؤتمر ''أصدقاء سوريا''، مطلع شهر أفريل القادم، بحضور الدول العربية والغربية المساندة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم، لإتاحة الفرصة أمام فترة انتقالية بمشاركة المعارضة. وأكدت الخارجية الصينية أنه بالرغم من تلقي بكين دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، إلا أنها استبعدت إيفاد ممثلين إلى اسطنبول، في إشارة إلى أن القمة المرتقبة ستكرر نفس سيناريو تونس، حيث اقتصرت مشاركة المعارضة على المجلس الوطني السوري، الأمر الذي اعتبرته بكين لا يساهم في إيجاد حل للأزمة السورية ''من اللازم مشاركة جميع الأطراف المعنية التي لها دور، ولهذا فإن المجتمع الدولي عليه أن يهيئ الظروف الداعمة لذلك''، على حد تعبير هونغ لي الناطق باسم الخارجية الصينية. وفي السياق، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، الممثلة لمعارضة الداخل في بيانها الصادر أمس، عدم مشاركتها في المؤتمر، بينما تستمر دعوات توحيد صفوف المعارضة السورية، فيما تأكد اتفاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما في كوريا الجنوبية حول ضرورة تقديم مساعدة ''غير عسكرية'' للمعارضة السورية، الأمر الذي اعتبره المراقبون إمكانية الاتجاه نحو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري. وأوضحت الخارجية الروسية، في وقت سابق، خلال زيارة كوفي عنان لموسكو، رفضها التعامل مع لون واحد من المعارضة وتجاهل بقية أطياف المعارضة، حيث أكد المسؤولون الروس لكوفي عنان أنه من وجهة نظر موسكو فإن ''الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام في سوريا''، مع الإشارة إلى أن موسكو أكدت على دعمها لمبادرة عنان مع التركيز على ضرورة عدم التقيد بمهلة زمنية ومنح كل الوقت اللازم للمبادرة. هذا الموقف الروسي الذي شدد عليه رئيس الوزراء دميتري مدفيديف خلال لقائه، أمس، بالرئيس الأمريكي أوباما في سيول، عاد ليكشف عن التباين في المواقف الدولية حول سبل حل الأزمة السوري، فبينما اعتبر أوباما أن الحل يمر بالضرورة عبر تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، اعتبر الرئيس الروسي أنه لا يمكن فرض شروط مسبقة ويجب العمل على توفير ظروف الحوار بين الفرقاء السوريين، مشيرا إلى أن سوريا أصبحت على خطوة من الحرب الأهلية وعلى المجتمع الدولي تفادي وقوع ذلك. وعلى الصعيد الميداني، تستمر المواجهات بين الجيش السوري والعناصر المنشقة عنه والمنتمية إلى الجيش السوري الحر، حيث أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من عشرة أشخاص في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، فيما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية تواصل القصف المدفعي على بلدات من محافظات حمص، حلب ودير الزور، الأمر الذي أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تتواصل وفود النازحين نحو المدن الكبرى السورية وإلى دول الجوار.