اعترف المفكر برنارد هنري ليفي بفشله في المناظرة التي جمعته مع المجاهدة زهرة ظريف، الأسبوع الفارط، خلال منتدى ''حرب التحرير بعد خمسين سنة''، والذي نظمته صحيفة ''ماريان'' بالتعاون مع يومية ''الخبر''. كتب ليفي في ركنه الأسبوعي ''بلوك نوت'' بمجلة ''لوبوان''، أنه عجز عن دفع زهرة ظريف في اتجاه الاعتراف بما يعتبره ''جريمة'' في حق المدنيين الفرنسيين، خلال تفجيرها لقنبلة بحانة ''ميلك بار'' بالجزائر العاصمة في سبتمبر .1956 وجاء في مقال ليفي ''عجزت، وعجز موريس زفران، ونيكولا دومينيك الذي أدار النقاش، كما عجزت دانيال ميشال -شيش ضحيتها في انفجار ''ميلك بار''، والتي كانت متواجدة في القاعة ذلك الصباح، عن انتزاع أي اعتراف بالندم من زهرة ظريف، أو أي شك أو حسرة. فخرجت من هذا اللقاء غير مرتاح، وراح هذا الإحساس يتعاظم طيلة النهار، فاستخلصت درسا مع مرور الوقت بأن الأمر يتجاوز حالة السيدة ظريف''. وحاول ليفي من وراء ما يسميه ''الوضع الذي يتجاوز حالة السيدة ظريف'' النيل من الثورة الجزائرية، والحديث عن جرائم يريد أن ينسبها إلى جبهة التحرير الوطني على غرار قضية ''ملوزة''، وغيرها من القضايا الشائكة التي أراد استعمالها لضرب الثورة الجزائرية في ذكراها الخمسين، معتبرا أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية يجب أن تقوم على ما يسميه الطرف الجزائري ''تصفية ذاكرته''. وباعترافه عدم قدرته على فرض آرائه ودفع زهرة ظريف في اتجاه انتزاع اعترافها، مثلما تم انتزاع اعترافات الجنرال بول أوساريس بجرائمه، راح ليفي يكيل الشتائم للمجاهدة الجزائرية بعد أن عجز عن تحقيق نواياه المغرضة في مناظرة فكرية، فاتهمها بالانتماء إلى نظام ''غير ديمقراطي''، وذهب إلى حد وصف عملها خلال معركة الجزائر بالسلوك ''الإرهابي''. والغريب أن ليفي مازال يعتبر في ذات المقال ''الربيع العربي'' بمثابة ربيع ديمقراطي، رغم أن الواقع يظهر أنه أوصل ليبيا إلى حالة من الحرب الأهلية.