استنكرت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط ما اعتبرته »حملة تشويه« تستهدف شرعية الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وقالت إن ما قام به الجزائريون كان »ملحمة كبرى« بكل المقاييس »ضد سياسات التجهيل والتجويع وتجريدنا من ثقافتنا ولغتنا وقيمنا«. وأكثر من ذلك فإنها أكدت أن الوقت حان من أجل إرغام فرنسا على الاعتراف بكل ما ارتكبته من »إبادة وجرائم ضد الإنسانية«. دعت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط الجزائريين، وخاصة فئة الشباب منهم، إلى الحذر من بعض التحرّكات التي تقودها أطراف خارجية بغرض الإساءة إلى تاريخ وشرعية ثورة التحرير، وقالت في تصريحات لها أمس على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، حصة »ضيف التحرير«، إنه بعد مرور 50 عاما على الاستقلال »لا بدّ أن نعمل على تحرير الجزائر بطريقة أخرى« وذلك من أجل الوفاء لقيم هذه الثورة. وندّدت بمساعي البعض خلال ندوة نظمت مؤخرا بمارسيليا حول »حرب الجزائر: 50 عاما بعد الاستقلال« باتجاه وضع ما قام به الجزائريون وما ارتكبته فرنسا الاستعمارية من جرائم في ميزان واحد، وعلى حدّ تعبيرها فإن »هذا هو الانزلاق الذي حصل في الندوة«، لتؤكد أن هذا التيار »يحاول بجميع الوسائل توشيه ثورتنا«، حيث ربطت هذا الحراك بما يجري من تحوّلات في العالم، واختصرت قراءتها بالقول: »هناك محاولة فعلا للمساس بشرعية الثورة وهناك من يريد قلب الأمور لتعقيدنا«. وجاء على لسان المتحدثة في هذا السياق »يقولون إن الاستعمار جلب الحضارة كيف ذلك وهو الذي مارس أكبر عمليات عنف والآن يطالبون منا بأن نعترف بأننا ارتكبنا جرائم في حقهم«، وتابعت باستغراب: »لقد رأينا حقيقة الحضارة التي جلبوها لنا والشعب الجزائري يعرف حقيقة تلك الادعاءات«. وجدّدت بيطاط موقفها بأن »حربنا كانت عادلة لأن أهدافها كانت تحرير البلاد من استعمار عنصري يمارس سياسة التظهير العرقي والتمييز العنصري«، لتضيف بكثير من الثقة والفخر بما قامت به في تلك الفترة »حربنا كانت شرعية لأن شعبنا قرر استرجاع سيادته وأرضه«. وذكرت أن النظام الاستعماري »كان يسعى إلى تجريدنا من ثقافتنا ومن شخصيتنا«، إضافة إلى ما وصفته ب »الإبادة وجرائم ضد الإنسانية« وحجتها في ذلك أن عدد سكان الجزائر في 1830 كان حوالي 10 مليون لينخفض بعد 45 عاما فقط إلى 2.5 مليون، فيما وصل في 1954 إلى 9 مليون نسمة. وعلى هذا الأساس ترى المجاهدة زهرة ظريف بيطاط أن »الوقت قد حان لإجبار فرنسا على الاعتذار للجزائريين والاعتراف بجرائمها التي اتركبتها في حقهم«، وشدّدت على ضرورة إيجاد الآليات الضرورية لتحقيق هذه الغاية رغم أنها انتقدت بشكل ضمني الموقف الرسمي، وأبرزت أن »التاريخ لا يمكن أن يُمحى«، كما أعلنت أنها ليست نادمة على ما قامت به عندما وضعت قنبلة في مقهى »ميلك بار«، وواصلت الحديث: »ندمي يعني أنني نادمة على استعادة بلدي حريتها واسترجع شعبي كرامته«، بل وأعقبت ذلك بقولها: »إن الثورة كانت ملحمة كبرى تشرّف تاريخ بلدنا«.