الديون الخارجية تجاوزت سقف 68 بالمائة من الدخل القومي نبه الوزير الأول الفرنسي، فرانسوا فيون، إلى أن ''الأزمة المالية'' ستنتعش في حال فوز اليسار بالانتخابات. ومن جهته قال المرشح ساركوزي إن فوز هولاند سيحدث ''أزمة ثقة كبيرة''. وكان ساركوزي قد قال في أكتوبر الماضي إن فوز خصمه هولاند سيؤدي إلى ضياع العلامة ''3 أي''. لكن فرنسا ضيعت العلامة الثمينة قبل مغادرته الحكم بأشهر. وقال أيضا، منذ أسابيع، إن فرنسا شرعت في ''طي صفحة الأزمة الاقتصادية''. واحتدم النقاش وسط الطبقة السياسية فور ''تهديد'' فيون، وكأن الجميع لم يكن على علم بالوضع الاقتصادي، في وقت تركزت مواضيع أخرى على النقاش الانتخابي، مثل الأمن والهجرة والتشغيل، وغيرها من المواضيع التي تجلب اهتمام الناخبين. وجاء الرد من الناطق باسم المرشح الاشتراكي، برونو لو رو، الذي وصف التصريح ب''غير المسؤول''، وأن الوزير الأول يلعب ''ضد مصالح فرنسا''. بل يجب على فيون أن يحس ''بالعار من هذه الألفاظ. من خطاب الخوف. العار من التلذذ بمضاربة محتملة ضد عملتنا''، يضيف لورو. ووصفت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، تصريح فيون ب''المزايدة''. ودعت إلى التقليل من التضخم، لأن العملة الأوروبية الموحدة لا تتميز بالليونة، مما سيؤدي إلى كبح القدرة الشرائية والتشغيل، حسبها. يشار إلى أن لوبان تناضل من أجل الخروج من منطقة الأورو بالعودة إلى ''السيادة الوطنية''. وكان مرشح الوسط، فرانسوا بايرو، أول من حذر من خطورة الديون الخارجية، وجدد تحذيراته من أن تعرف فرنسا نفس ما تشهده إسبانيا، وذكر الناخبين أنه قال ''الحقيقة للمواطنين (...) عندما أعلنت للفرنسيين الكارثة الناجمة عن تراكم الديون''. وقال مستشار سابق للرئيس ميتران ومدير سابق للبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، جاك أتالي، في تصريح لقناة ''فرانس ''2، إن حجم الديون ثقيل جدا على الجمهورية، لكن المرشحين تفادوه بتفضيل مواضيع أخرى تثير اهتمام عامة الناس، ودعاهم إلى الحديث في الموضوع، وفي مواضيع أخرى ذات أهمية، مثل السياسة الخارجية والعلاقة مع الناتو ودول إفريقيا والسياسة الدفاعية والنووي وغيرها. وأكد أتالي أن ديون فرنسا ترتفع بقيمة 600 ألف أورو كل نصف ساعة. وقد وصل حجمها 1700 مليار أورو، ما يمثل 86 بالمائة من الدخل القومي الفرنسي.