اقتحم مجهولون، أمس، مكتب التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء ببلدية بوسماعيل في تيبازة، وأحرقوا محتوياته وبعض الوثائق التي كانت في رفوف إحدى الخزائن. وامتدت أيادي الأشخاص المتورطين في هذا العمل إلى كتيبات وأوراق تحمل النشيد الوطني. تمكنت مصالح الحماية المدنية من إخماد ألسنة اللهب، قبل أن تمتد إلى باقي أغراض المكتب الكائن في الشارع الرئيسي لمدينة بوسماعيل، والتف سكان المدينة بكثافة حول المكتب المحروق، في الوقت الذي أعربت فيه الأسرة الثورية ومجاهدو المنطقة عن استنكارهم لهذا العمل وخاصة المساس بالنشيد الوطني. موازاة مع ذلك، تنقلت مصالح الشرطة العلمية لأمن دائرة بوسماعيل إلى عين المكان، وفتحت تحقيقا في ملابسات الحادث. يأتي هذا العمل الإجرامي في نفس الوقت الذي رفضت فيه مصالح ولاية تيبازة، الترخيص للمكتب الولائي لتنسيقية أبناء الشهداء بعقد مؤتمر استثنائي كان مبرمجا بأحد المخيمات الصيفية الواقعة بمنطقة شنوة أمس، بغرض اختيار قيادة جديدة للتنسيقية خلفا لخالد بونجمة الذي استقال من رئاستها عقب تأسيسه حزب الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية. وذكرت مصادر محلية، أن مصالح الولاية تراجعت في آخر لحظة يوم الخميس، في منح الضوء الأخضر لطالبي الترخيص بعقد المؤتمر. وفي هذا الشأن قال الأمين الولائي للتنسيقية علي بورنان ل''الخبر'' إن أعضاء بارزين في التنسيقية تفاجأوا برفض الإدارة منح الرخصة، مرجعا السبب المباشر في ذلك ''بتدخل شخصي من خالد بونجمة''. وتجدر الإشارة إلى أن المكتب الولائي لتنسيقية أبناء الشهداء بتيبازة أصدر بيانا، قبل أيام، يتضمن دعوة أبناء الشهداء في الولاية إلى مقاطعة حزب خالد بونجمة، إضافة إلى استنكار استغلال هذه الفئة في الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي المقبل، وكذا التبرّؤ من رئيس بلدية بورفيقة الذي يترأس قائمة الحزب.