ساركوزي يستغل قضايا الجزائر الثقافية كوقود لحملته الانتخابية أعلن مدير المكتبة الوطنية، والسيناريست عز الدين ميهوبي، أول أمس، عن تاريخ العرض الشرفي للفيلم السينمائي التاريخي ''احمد زبانة'' للمخرج السعيد ولد خليفة، والذي سيكون يوم 19 جوان القادم، تاريخ إعدام البطل الشهيد أحمد زهانة المعروف ب ''زبانة''. أضحى الفيلم السينمائي التاريخي ''أحمد زبانة''، جاهزا بصفة نهائية للعرض الشرفي، والذي سيكون في 19 جوان المقبل، فيما لم يكشف عن مكان عرضه، حسبما صرح به ، أول أمس، كاتب السيناريو عز الدين ميهوبي، خلال الندوة التي جمعته بالإعلاميين، بمقر الشركة المنتجة ''ليث ميديا''، بالشرافة، في الجزائر العاصمة. وحاول عز الدين ميهوبي خلال العمل السينمائي، التطرق الى سيرة شهيد المقصلة أحمد زبانة، الذي لم يأخذ نصيبا كافيا لدى المؤرخين سوى مشهد إعدامه، من خلال اعتماده على شهادات موثقة، وأخرى على لسان رفقاء الشهيد، على غرار المجاهد سطنبولي، والمجاهد زعموم وهو أحد المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة. وعاد خلال هذا العمل إلى مسار أحمد زبانة الجهادي وعلاقته بالحركة الوطنية قبل وصوله الى قضية ''المقصلة''. ولم تقتصر مشاهد الفيلم، الذي عرضت لقطات منه خلال الندوة، على سرد الواقع الجزائري فقط، بل حاول كاتب السيناريو طرح الرأي الجزائري والفرنسي في الشهيد، أين بدأ الفيلم بمشاهد تسرد علاقة زبانة بالحركة الوطنية، ثم تنقلنا مشاهد أخرى إلى سجن سركاجي، وتجعلنا نعيش الروح الوطنية التي كان يتشبع بها المعتقلين الجزائريين، رغم التعذيب. وسط كل ذلك، تظهر جملة من مشاهد تفاصيل محاكمة البطل ''أحمد زبانة''، ليكون مشهد المقصلة آخر لقطات الفيلم التاريخي. كما حاول المخرج خلال العمل المخلّد لرموز الثورة الجزائرية، التركيز على أن يكون الممثلين من فئة الشباب، وذلك لإعطاء الفيلم روحا وطنية أكثر، حيث أراد تمرير رسالة مفادها أن الشعب الجزائري شبابه وشيوخه اختاروا الجهاد وضحوا بشبابهم وحياتهم كي تعيش الجزائر حرة. وفي هذا الصدد، قال بطل الفيلم الممثل الشاب عماد بن شني في تصريحه ل''الخبر''، أن تجسيده دور البطل ''أحمد زبانة'' يعتبر بمثابة قطع شوط كبير في مجال السينما. مشيرا إلى أن العمل تطلّب مجهودا كبيرا، حيث خضع رفقة 14 ممثلا الى دورة تكوينية بمدرسة الشرطة بالصومعة، بالبليدة، تدربوا خلالها على حمل السلاح والتسلق. وكشف المنتج ياسين العلوي، أن حظوظ مشاركة الفيلم التاريخي في مهرجان ''كان'' تبقى ضئيلة. مردفا ''وذلك بالنظر الى الموقف الفرنسي من الثورة الجزائرية، إذ يحاول الرئيس الفرنسي ساركوزي حسب متتبعي الشأن السياسي استغلال القضايا السياسية والثقافية الخاصة بالجزائر كوقود لحملته الانتخابية''، وهو ما وافق عليه السيناريست ميهوبي، حيث قال ''إن افتراضية إقصاء العمل من المهرجان لن يقلل من قيمته، بل لديه حظوظ كبيرة في المشاركة بمهرجانات أخرى بنفس الأهمية''.