شرع أمس بمقر جريدة «الجمهورية« بوهران في تصوير مشاهد من الفيلم التاريخي »أحمد زبانة« الذي يخلد سيرة شهيد المقصلة في أول عمل ضخم من إنتاج خاص. شهد شارع بن سنوسي حميدة أمس حركة غير عادية، لا سيما أمام مقر »الجمهورية« التي إستضافت نحو 100 شخص من ممثلين وتقنيين ومصوّرين قدموا لتصوير مشاهد من فيلم »زبانة« التاريخي الذي يروي حقبة زمنية هامة من فترة تواجد الإستعمار الفرنسي بمنطقة غرب البلاد وتحركات البطل »أحمد زبانة« ورفقائه لمقاومة العدو الغاشم من خلال فدائه سجلت في تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات وصناع الثورة التحريرية. وقد تم بمقر »الجمهورية« تصوير مشاهد من الفيلم خاصة تلك المتعلقة بالإجتماعات السرية للبطل »أحمد زبانة« بمنزل صديقه مديوني حيث كان يتم تسليم القنابل والتخطيط لضرب الإستعمار إلى جانب مشهد بمكتب المحامي وكذا بعيادة سجن وهران عندما ألقي عليه القبض وتحويله إلى زنزانته. وحسب القائمين على هذا العمل فإنه تم تسجيل عدة مشاهد خارجية بمناطق زهانة وغابة مسيلة والعذراء هذه الأخيرة شهدت تصوير بعض لقطات الإشتباكات بين العسكر الفرنسي والمجاهدين إلى جانب مشاهد أخرى بمقر بريد وهران والخاصة بالعملية الناجحة التي قادها البطل أحمد زبانة رفقة زملائه في الكفاح للهجوم على مقر البريد المركزي وسرقة أمواله قصد تمويل جيش التحرير الوطني آنذاك في أفريل 1949 ويذكر أن سيناريو الفيلم يعود لكاتبه عز الدين ميهوبي الذي إستغرقت كتابته ثلاث سنوات كاملة وكان قد عرضه الكاتب على ركح مسرح عبد القادر علولة في شكل ملحمة تاريخية. ويشارك في هذا العمل السينمائي الضخم نحو 50 ممثلا وممثلة من مختلف أنحاء الوطن من محترفي الخشبة أمثال إبن تعاونية مسرح الموجة بمستغانم الممثل عماد بن شني الذي يؤدي دور البطل أحمد زبانة إلى جانب فضيلة حشماوي الوجه المسرحي المعروف بوهران وعبد القادر بلقايد وسمير بوعناني وغيرهم من المملثين إلى جانب نظرائهم من فرنسا... وما يجدر الإشارة إليه هو أن العمل السينمائي هذا سيكون جاهزا حسب مصادرنا في 2012، حيث سيدخل المخرج سعيد ولد خليفة استوديو للتركيب نهاية الشهر القادم على أكثر تقدير. جهد كبير بذله المخرج سعيد ولد خليفة الذي ظهر عليه الإرهاق وكذلك أكد لنا أن العمل متواصل بنسبة كبيرة في مشاهد الفيلم ، علما أن سعيد ولد خليفة يعتبر من أبرز المخرجين الجزائريين الذين تمكنوا من الوصول إلى المنصة الذهبية وافتكاك العديد من الجوائز الدولية والعربية عن فيلمه الناجح »شاي آنتيا« وكذا فيلم »عائشات« وغيرها من الأعمال السينمائية التي جعلته مخرجا ناجحا وأهلته ليتولى إخراج هذا الفيلم التي تعتبر أول تجربة له في هذا النوع من الأفلام لكن حبّه للسينما وغيرته على التاريخ الجزائري دفعه للولوج بقوة إلى هذا المجال. الشيء الأكيد أن مهندس الصوت السيد فرنك فليس، وماركو وغيرهم من مساعدي المخرج خلقوا الحيوية وسط يوم ممطر كان فرصة للطاقم التقني لتسجيله ليكون وجها آخر من يوميات أحمد زبانة لتتواصل عملية التصوير هنا بوهران ثم بالعاصمة ليختتم على الأقرب المشاهد الأخيرة في جويلية وربما يكون جاهزا للعرض في إحتفاليات الجزائر بمواعيدها التاريخية والثورية. وللتذكير فإن أحمد زبانة من مواليد 1926 وتم إعدامه في 19 جوان 1956بالمقصلة في سجن بربروس بالعاصمة ليستشهد البطل في الثلاثين من عمره بعدما ناضل على مدار عدة سنوات في الكشافة الإسلامية الجزائرية والحركة الوطنية ثم في صفوف الثورة التحريرية الخالدة وبعدما ألقي القبض وحكمت عليه المحكمة العسكرية بوهران بالإعدام في 21 أفريل 1955 .