شرع الوفد الأول من المراقبين الدوليين، أمس، في عمله بالعاصمة دمشق، حيث التقى المراقبون الستة، بقيادة عقيد من الجيش المغربي، ممثلين عن السلطات السورية وممثلين عن معارضة الداخل، لتوضيح المهمة المنتظرة من البعثة في الأيام القليلة القادمة. للإشارة، قام الوفد الطليعي بزيارة إلى مناطق خارج العاصمة السورية. فيما أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، أن المراقبين مطالبون بتقديم تقارير عن مدى التزام السلطات والمعارضة في سوريا بوقف إطلاق النار. جاءت أول زيارة للمراقبين الدوليين في ظل استمرار تبادل التهم بين المعارضة والسلطات السورية حول المتسبب في خرق إطلاق النار، حيث ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش النظامي واصل قصفه المدفعي في أحياء من محافظة حمص، كما أكدت استمرار حملات المداهمة والاعتقال. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان تواصل الاشتباكات بين قوات الجيش النظامي وعناصر تابعين للجيش السوري الحر المنشق، على الحدود السورية التركية. في الغضون، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعوته للأطراف المتنازعة لضرورة التمسك بخطة كوفي عنان، وبالتالي الالتزام بوقف إطلاق النار، مؤكدا في سياق تصريحاته للإعلام أن ''الأمم المتحدة لا تفكر في الوقت الحالي في خيار تأمين حماية عسكرية للمراقبين''. يشار إلى أن بقية البعثة ستصل إلى دمشق خلال الأيام القليلة القادمة. في هذه الأثناء، ذكرت الخارجية السورية أن الوزير وليد المعلم شرع، بدوره، في زيارة إلى الصين، من أجل التباحث حول تطور الأوضاع في سوريا. من جهة ثانية، قال المنسق العام لهيئة التغيير الممثلة لمعارضة الداخل، حسن عبد العظيم، إنه بدأ مباحثات مع ممثلين عن السلطات الروسية بالعاصمة موسكو التي وصل إليها، أمس، رفقة وفد عن معارضة الداخل، معربا عن أمله في أن تنجح السلطات الروسية في الضغط على الحكومة في سوريا، حيث قال: ''سوف نطرح وجهات نظرنا، وسنحاول إقناع القيادة الروسية للضغط على نظام بشار الأسد بهدف سحب القوات من المدن والإفراج عن المعتقلين. نحن نريد خلق ظروف ملائمة للحوار السياسي بمشاركة كافة الأطراف''، مضيفا في سياق حديثه أنه بالرغم من تأكيد السلطات السورية التزامها بوقف العنف، إلا أنها فعليا تواصل قمع المتظاهرين السلميين، الأمر الذي أكدته الهيئة العامة للثورة السورية التي أفادت باستمرار أعمال العنف ضد المناهضين للنظام ولحكم الرئيس السوري بشار الأسد.