أخطرت السلطات السورية، أمس، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق، كوفي عنان، في رسالة رسمية، أنها شرعت في تطبيق خطة وقف إطلاق النار، حيث أكدت الشروع في سحب الآليات العسكرية من كل من درعا، إدلب والزبداني، فيما صرح وزير خارجية فرنسا، آلان جوبي، أنه ''غير متفائل'' بنجاح خطة عنان للحل السلمي للأزمة السورية، مشككا في التزام الرئيس بشار الأسد، واصفا إياه ب''المخادع''. تأتي التأكيدات السورية حول الشروع في تطبيق انسحاب الجيش من المناطق السكنية التي عاد إليها الأمن، في الوقت الذي قدم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، أمس، تقريرا مفصلا حول تطور الأوضاع في سوريا أمام الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ووافق أعضاء مجلس الأمن على البيان الرئاسي الذي صاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، والقاضي بالتشديد على الحكومة السورية الالتزام بالمهلة المحددة لتنفيذ خطة عنان. ومما جاء في البيان، مطالبة الحكومة السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار. ووصل الضابط النرويجي، الجنرال روبرت مود، الذي سيرأس وفد المفاوضين الأمميين حول تفاصيل مهمة نشر المراقبين الدوليين لوقف العنف، إلى سوريا. وفي السياق، أوضح المتحدث باسم المبعوث المشترك كوفي عنان، السيد أحمد فوزي، أن الدول الأعضاء في الأممالمتحدة تقدمت بطلبات للمشاركة بقوات في مهمة مراقبة وقف إطلاق النار، المقرر أن تبدأ في العاشر من الشهر الحالي. كما أشار المتحدث باسم عنان إلى أن هذا الأخير سيقوم بزيارة إلى العاصمة الإيرانيةطهران، في الحادي عشر من الشهر الحالي، من أجل التباحث حول إمكانية المساهمة في دعم خطة الحل السلمي، بالنظر للعلاقة الجيدة التي تربط السلطات السورية بالإيرانية. ويبدو أن دعم إيران لسوريا تسبب في أزمة دبلوماسية مع تركيا، على اعتبار أن تركيا استدعت السفير الإيراني لديها للاحتجاج على تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الذي انتقد بشدة مؤتمر أصدقاء سوريا الذي احتضنته تركيا. في الغضون، أفادت وكالة أنباء ''نوفوستي'' الروسية، أمس، أن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود ستقوم بمهمة بالقرب من الساحل السوري، في إشارة جديدة إلى استمرار دعم النظام في سوريا، حيث أوضح وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أن تأييد ودعم بلاده لخطة عنان مرتبطة بالابتعاد عن ''إصدار إنذارات وتهديدات''، مضيفا أنه لا بد أن تكون الحلول المقترحة تتصف بالتوازن. من جانب آخر، وفي تطور على صعيد المعارضة السورية، أفاد المعارض السوري المعروف، ميشال كيلو، المقيم حاليا في فرنسا، بأنه يعتزم إطلاق تنظيم معارض جديد يضم ممثلين عن المجتمع المدني السوري ومعارضين من الداخل، إلى جانب أعداد من الشباب الممثلين للجان تنسيق الثورة، على أن يكون الإعلان عن هذا التنظيم الجديد في القاهرة للتأكيد على الابتعاد عن كل الأجندات السياسية الخارجية، وبالتالي إبعاد شبهة سيطرة تركيا وقطر أو غيرها من العواصم على هذا التنظيم الجديد. محذرا من أن الكيان المعارض الجديد لا يتفق مع أطروحات تركيا وقطر، التي قال عنها إنه تؤدي مباشرة إلى حرب أهلية. كما أوضح المعارض السوري أن التنظيم ضد مسألة تسليح المعارضة ويدعم الحل السياسي: ''نعتقد أنه لابد من حل سياسي تدريجي غير جذري، حيث أن تسليح الانتفاضة من شأنه الإطاحة بالشعب وليس بالنظام''. ميدانيا، أفادت لجان تنسيق الثورة المحلية بأن يوم أمس شهد سقوط ما لا يقل عن أربعين شخصا في مناطق متفرقة من سوريا، في اشتباكات بين العناصر المسلحة للجيش الحر والجيش السوري الرسمي، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية استمرار عمليات القصف المدفعي.