قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا أمس، إنه من المتوقع أن يصل فريق طليعي من إدارة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية خلال 48 ساعة إلى سوريا لمناقشة عملية نشر مراقبين لوقف إطلاق النار في سوريا. وأوضح المتحدث في تصريحات لوكالة «رويترز» أن «بعثة التخطيط التابعة لإدارة عمليات حفظ السلام ستصل إلى دمشق خلال ثماني وأربعين ساعة». وفي إطار خطة السلام التي طرحها عنان لوقف القتال المكونة من ست نقاط تعتزم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة القيام بمهمة لمراقبة وقف إطلاق النار يشارك فيها ما يتراوح بين 200 و250 مراقبا غير مسلح. ويتطلب هذا قرارا من مجلس الأمن. ووعدت سوريا بسحب كل الوحدات العسكرية من البلدات بحلول العاشر من أفريل تمهيدا لوقف إطلاق النار مع مقاتلي المعارضة بعد ذلك بيومين وإن تشكك مبعوثون غربيون في صدق نوايا دمشق بوقف حملتها المستمرة على المعارضة منذ عام. وقام عنان الذي يتخذ من جنيف مقرا له؛ باطلاع مجلس الأمن أول أمس، على الجدول الزمني من خلال دائرة فيديو مغلقة. وقال فوزي «السيد عنان ممتن للتأييد الروسي والصيني والوحدة التي ظهر بها مجلس الأمن مجددا في مساندة خطته وضمان تطبيقها». وفي الأثناء، قالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن بعض أعضاء المجلس «عبروا عن قلقهم من أن تستغل الحكومة السورية الأيام المقبلة لتكثيف العنف، وأبدوا بعض التشكك في حسن نية الحكومة بهذا الشأن». وبعد توقف أعمال العنف من قبل النظام، سيكون أمام المعارضة السورية مهلة 48 ساعة لوضع حد لعملياتها العسكرية. ولمراقبة وقف العنف، تعتزم الأممالمتحدة نشر250 مراقبا غير مسلحين يتولى الجيش السوري حمايتهم، لكن لا بد قبل ذلك أن يصدر قرار من مجلس الأمن حول نشر المراقبين. وسبق أن استخدمت روسيا والصين حق النقض «فيتو» مرتين لاعتراض قرارات تدين نظام بشار الأسد في مجلس الأمن. وفي تطور آخر، استبعد نائب الرئيس السوري السابق المعارض رفعت الأسد أن يتمكن ابن شقيقه الرئيس بشار الأسد من البقاء في السلطة لفترة أطول، بعد مرور أكثر من عام على الاحتجاجات في بلاده. وأبلغ الأسد العم، الذي يعيش في المنفى منذ إبعاده عن سوريا مطلع الثمانينات من القرن الماضي، هيئة الإذاعة البريطانية «أن مستوى العنف بالشوارع مرتفع جدا بحيث لا يسمح لابن شقيقه البقاء في السلطة»، مضيفا «المشاكل هي الآن شائعة في جميع أنحاء سوريا ولا توجد فيها مناطق خالية من العنف، ولذلك لا اعتقد أن بإمكان بشار الأسد البقاء في السلطة، لكنه يجب أن يبقى حتى يتمكن من التعاون لتشكيل حكومة جديدة وتقديم الخبرة التي يملكها بهذا المجال». من ناحية أخرى، توعد أحد قادة «الجيش السوري الحر» من منطقة الزبداني في ريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية، «حزب الله» ب«مصير قاتم» بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدا أن قوات «الجيش الحر» ستدخل البقاع والجنوب اللبنانيين كجيش تحرير سوري لتعقب «مجرمي حزب الله» وإيران واستعادة آلاف الصواريخ وأطنان الأسلحة والذخائر والمعدات التي وهبها الأسد إلى عصاباتهما بحجة مقاومة إسرائيل.. وإذا بهما يستخدمان هذه الأسلحة لقتل الشعبين السوري واللبناني». ونقل أحد قادة المعارضة السورية في باريس عن الضابط وهو برتبة عقيد، اتصل به من منطقة الزبداني التي مازالت قوات النظام تحاصرها وتنكل بأهلها بوجود مئات من عناصر «حزب الله» الذين يدخلون الحدود السورية من منطقة البقاع الأوسط إلى ريف دمشق وخصوصا الزبداني ومضايا والمناطق المحيطة بها حيث يقيمون بعض القواعد والمخازن العسكرية لدعم أجهزة الأمن الحكومية؛ قوله إن «الجيش الأسدي سلم بعض دباباته وآلياته ومدافع الميدان إلى عصابات حزب الله وهم يشاركون في اقتحام القرى ويرتكبون المجازر ويهجرون السكان إلى ما وراء الحدود وإلى الداخل»، على حد تعبيره.