تراجع وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس، أمس، عن قرار فتح ملحقات للصيدلية المركزية داخل كل المستشفيات، بعد تهديد الصيادلة بالإضراب، وأقصت الوزارة 4 مستوردين للأدوية من البرنامج المسطر، بعد أن عجزوا عن استيراد الكميات المطلوبة منهم. وكشفت الوزارة في لقائها التقييمي لبرامج استيراد المواد الصيدلانية للسنة الحالية، بأن 70 بالمائة من البرنامج المسطر لم يتم توفيره من طرف 22 مستوردا عبر الوطن. وقبلها أعلن وزير الصحة جمال ولد عباس في اللقاء الذي عقده بمقر دائرته الوزارية مساء أمس، بحضور نقابة الصيادلة الخواص وجمعيات المرضى ومستوردي الأدوية، أن التعليمة الأخيرة المتعلقة بفتح ملاحق للصيدلية المركزية على مستوى كل مستشفى قد تم إلغاؤها نهائيا. واعتبر الوزير الذي بلغ رسميا من طرف النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بأنه سيتم الدخول في إضراب وطني في حالة عدم التراجع عنها، أن ''الوزارة تعمل في إطار الحوار وتلتزم مع الصيادلة بعدم تطبيق التعليمة''. كما قرر الوزير إقصاء أربعة مستوردين للأدوية، من مجموع 22 مستوردا حددوا مع الوزارة برنامج استيراد الأدوية للسنة الحالية، وتم ذلك بناء على عدم التزام هؤلاء بالبرنامج المسند إليهم، والذي كان آخر أجل له هو 20 أفريل الجاري، لكن تبين بأن هؤلاء لم يستوردوا علبة دواء واحدة، في الوقت الذي فضحت فيه الحصيلة أن 70 بالمائة من البرنامج المسطر لم يتم بلوغه، بسبب ''المساس بمصالح عدد من مستوردي الأدوية الذين كانوا يعملون إلى سنوات ليست بالبعيدة في إطار لا يستند على الشفافية، ويحقق أرباحهم ومصالحهم الشخصية على حساب مصلحة المواطن''، يقول ولد عباس. وكانت الأدوية والمواد الصيدلانية التي كان يجب توفيرها خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية، غائبة عن المخازن، وهو ما دفع بالوصاية عن طريق الصيدلية المركزية للمستشفيات إلى توفيرها حماية لصحة المواطن، من خلال برنامج استعجالي يضيف الوزير. من جهة أخرى، وتفاديا لأي تأخير في توفير المخزون الوطني اللازم من الأدوية والمواد الصيدلانية واللقاحات، سيتم الإعلان عن البرنامج الوطني للاستيراد بداية من الفاتح من أكتوبر، ''من أجل تمكين المستوردين من توفير الطلبيات والتشاور مع المصدرين في الخارج''. من جهته، قال رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مسعود بلعمبري في تصريح ل''الخبر'' عقب الاجتماع الذي استغرق حوالي ساعة، إن ''الوزارة التزمت بالطلب الذي قدمناه في مراسلة استعجالية، وهذا ما يبقى على التعهد المبرم مع الصيادلة لتوفير الأدوية والمناوبة''. وأضاف بأن ''أكثر من 8400 صيدلي كانوا يعيشون حالة غليان بسبب التعليمة التي تعد خيانة''.