أحسن وأروع وأوجع ما توفر حتى الآن من تشريعيات «الداب راكب مولاه» الجارية «أجداثها» على قدم و«سراق» الأحلام، أنهم مكنوا المواطن الحزين والمكلوم والبائس من حقه بعد «الحرق» في مساحة صغيرة للضحك المبين، فخشبة المسرح بشكلها الساخر والزاخر بالممثلين والثاملين انتخابيا وسياسيا، فتح لمن لا شهية له في الضحك حظه أن يمد قدميه في انتظار «الناتو» أو»الباطو» المتجه به إلى بحر لا يوجد فيه واحد من هؤلاء الذين رأينا و«رعينا»، فهؤلاء الذين أتحفونا بهراء لعشرة أيام خاويات و«خائبات» من أي طرح لم يتركوا لنا من أثر سوى أن «الشرخ» كبير وأنهم آخر من يمكن أن يعهد لهم الوطن بمصيره ليحموه أو يرحموه، فالناتو لا يردع بهذه الطريقة ولا بهؤلاء الشخوص والملامح البائسة التي أضحكت علينا الأمم بعد أن «موتتنا» ضحكا وضنكا.. سنهزم الناتو لا محالة ولا شك ولا «شرك» في ذلك، وسنرد المتربصين بنا من الخارج والداخل على أعقابهم، وسلاحنا قدرتنا العملاقة والكبيرة على قتل الأعداء بالضحك، فالضحك كما تعرفون يقتل القلب، ونحن في عشرتهم الأولى من الحمالة والحملة الانتخابية، أثبتنا للأعداء قبل الأصدقاء أننا قوم «مضحكون» جدا، لذلك فقلوب أعدائنا في خطر ومن يقترب من حدودنا ومن مجالنا الجوي فسنقصفه «ضحكا» وطنيا شاملا لن يذر عليها قلب «عدو» إلا قتله وافتك نبضه منه في ثانية وفي نهضة زمن. فجيش السياسيين من ممارسي الضحك «المسلح» برهن في مناورة الأسبوع الثاني الانتخابية للمراقبين الدوليين والجويين على أن الجزائر العظيمة بلد المضحكات الانتخابية التي سينتحر على أسوارها علوج وعجول الناتو إذا ما فكروا يوما في نقل ربيعهم العربي إلينا، فنحن لسنا تونس ولا مصر ولا ليبيا أو سوريا، نحن الوطن الضاحك على أهله ومن أهله فاحذروا فإن قلوبكم سيقتلها الضحك المباح وغير المباح بمجرد أن تقترب بوارجكم من «مضاحكنا» الساحلية.. نوادر المترشحين على «مخترق» ألوانهم ومشاربهم ومقالبهم بالإضافة إلى مخالبهم السياسية فوق أن تحصى أو ترسو على بر، ومن حملة «من دار الخيّر أيكملو» التي عنون بها النائب السابق الشيخ عطالله حملته المتجددة لنيل دور جديد في حصة «الفهامة» البرلمانية التي أعادت إلينا يوميات البوحمرون السياسي وشعار «خمس سنين الإعادة»، من عطالله زين الطلة ذلك، إلى لخضر بلومي صانع أمجاد الثمانينيات الكروية، الذي سقط لهوا في ملعب السياسة فكان قدر الجيل المدمن لميسي ورونالدو، أن يكتشف بسبب الحملة الانتخابية أن المترشح المعسكري بلومي مشروع جيد لممثل فكاهي يعجز حتى عن قراءة خطاب مكتوب أمامه بالخط العريض وهو ما عايشه الجميع في سهر ة برلمانية بثتها التلفزة حين جعل مرشح جبهة المستقبل من كلمة ترسيخ «ترسيح» ومن كلمة تنظيم، تعظيم (؟؟؟) ومن عبارة تحرير الاقتصاد الوطني من تبعية المحروقات إلى تحريره من «تعبئة» المحروقات، ناهيك عن زيادة «الإثمار» بدلا من زيادة «الاستثمار» التي كان يقصدها، بالإضافة إلى عبارة «جعل من مكافحة الأمية هدفا أساسيا و«ولائيا» عوضا عن «أولويا»، والكارثة في أم كوارث خطاب بلومي التاريخي أنه بدلا من أن يقرأ عبارة تفعيل السياسة الخارجية من خلال التكتلات كرر كلمة «التكهلات» كاكتشاف لغوي جديد يضاف إلى «معجن» ومعجم العربية، وأخيرا جعل القضية الفلسطينية «زكية لسياسية أساسيا» (؟؟؟) وهي عبارة تحتاج لدبلجة لمعرفة إلى أين ينتمي لسان هذا ال«بلومي» الذي راوغنا وراوغ الناتو كما راوغ الورقة التي كانت أمامه ولم يحسن حتى قراءتها، ليفكر نجم الثمانينيات الكبير في التشريع أو «التشريح» على طريقته لنا.. ولأننا ضحكنا حقا ومن قلوبنا الميته فإن بلومي يستحق دخول البرلمان من باب «التكهلات» التاريخية الكبيرة، والمهم أنه من بلومي هذا إلى سابقه الشيخ عطالله، فإن ملحمة «زيد سربي يا مول الانتخابات»، وفرت لنا فرصة ذهبية لكي نضحك ملء يأسنا وملء خبلهم، لنردد معا: اطربونا يا جماعة «زيد سربي يا مول البار الانتخابي»، فالوطن يعاني أزمة ضحك ومضاحك مفتوحة في الهواء و«الخواء» الطلق.. أما من عين تموشنت فإن مترشح يدعي «بليلي محمد» لم يجد من طريقة يخاطب ويخطب به ود الناخبين إلا صورته وهو في وضعية الرجل «الكارتمان»، الذي أشهر حركات تثبت أنه على «قتالنا» وقتل «الناتو» من القادرين، ف«بليلي» تموشنت والمترشح باسم اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية، أعطى المواطن فرصة سينمائية لمتابعة عرض فيلم انتخابي، هندي أو صيني، دون الحاجة إلى دخول قاعة السينما، فمن الشارع وعلى المباشر يمكننا أن نتابع مشاهد غاية في «الأكشن» وفي السخرية والضحك، زيادة على أفلام الوجه الحسن والجمال الخلاب، التي جسدتها عارضة «الزي» الانتخابي من ولاية سطيف، والتي أغروها بقولهم إنها «حسناء» البرلمان وساحرته، فكانت النتيجة أن تقرر نعيمة فرحي العودة إلى البرلمان باستغلال «المكياج» الكثيف في أغراض انتخابية، حيث وجهها الحسن حولته ظروف الجمال إلى»قوس قزح» ولوحة زيتية لا تشهر لبرنامج نائبة ولكن لقدرة «العطار» على إصلاح ما أفسد وما «جعد» الدهر عبر المكياج الذي رشح «نعيمة» مدججة بكل مساحيق العالم على رأس حزب إسلامي «النية» والتوجه، فيما حزب متحرر وبنفس منطقة نعيمة فرحي، يضع في قائمته شابة متحجبة لا يظهر من وقارها إلا كفاها. بصدق لقد ضحكنا ملء قلوبنا فشكرا لكم، والسبب أن جو الحملة الانتخابية الذي أتخمته رئيسة حزب مجهري بوعدها لقاعة فارغة بأنها ستخلق 40 مليون منصب شغل في ظرف سنة، كما أتحفه الرجل «الكارتمان» والعارضة الانتخابية نعيمة، ناهيك عن اللاعب «الدوني» لخضر بلومي، قد رسخ فينا أننا بلد المضحكات الذي لا يقترب منه لا ناتو ولا هم «يقصفون»، فالهمّ الذي أضحكنا كفاهم شر غزونا وقصفنا، كما أن قلوب الأعداء والطامعين ضعيفة ولا تحتمل هذا القدر «المسلح» من الضحك الذي يمكن أن ينهيها إذا ما فكرت في مشاركتنا مسرحية «زيد سربي يا مول الانتخابات»..