إخوان السعودية تبرعوا بمرتباتهم الشهرية لدعم مرسي لحظات عصيبة وعسيرة تعيشها مصر في هذه الأثناء، وهي على أعقاب الانتقال من عهد الثورة إلى مرحلة الدولة، وقبيل أيام عن إعلان النتيجة النهائية لخليفة مبارك، والمقررة الثلاثاء المقبل كأقصى تقدير. شهد اليوم الثاني والأخير من الانتخابات الرئاسية المصرية زيادة المشاحنات والمصادمات والاشتباكات بين أنصار المرشحين، ومحاولات كبيرة للتأثير على الناخبين، في وقت تواصل حملتا عمرو موسى وأحمد شفيق تبادل الاتهامات والتراشق بالكلام، فيما كشفت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أن نسبة الإقبال تخطت ال40 بالمائة. انتهى، مساء أمس، الناخبون المصريون من الإدلاء بأصواتهم في العرس الديمقراطي لانتخاب رئيس الجمهورية بعد ثورة 25 جانفي، حيث يتنافس 13 مرشحا، وبدأ الناخبون التوافد على اللجان منذ الساعات الأولى من نهار أمس، وتم تمديد التصويت بلجان الاقتراع حتى التاسعة مساء لاستيعاب التدفق الكبير للناخبين، الذين تدفقوا بكثرة بعد انتهاء موجة الحر، فيما انطلقت عملية الفرز على الساعة التاسعة والنصف مساء، على أن تستمر حتى نهاية نهار اليوم أو صباح غد السبت. وأكدت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أنه سيتم الإعلان عن النتيجة النهائية يوم الثلاثاء المقبل كأقصى تقدير، فيما أعلنت حكومة الجنزوري عن تقديم استقالتها بمجرد أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية. حملة موسى تتهم شفيق بإعادة إنتاج نظام مبارك في خرجة غير متوقعة، اتهمت حملة المرشح الرئاسي السيد عمرو موسى الجنرال أحمد شفيق بإعادة إنتاج نظام مبارك، ومحاولة الانقضاض على الثورة، وقد تبادلت الحملتان الاتهامات ونشر الإشاعات، حيث قالت حملة موسى إن شفيق سينسحب من الماراطون الرئاسي لصالح موسى. وهو ما فنده أحمد سرحان، المتحدث الرسمي باسم حملة أحمد شفيق، في تصريح ل''الخبر''، مؤكدا أن ما تروجه حملة موسى مجرد ''خزعبلات'' وحركات صبيانية، وأن مرشحهم لن يتنازل لأي مرشح، خاصة بعدما أثبتت الإحصائيات صعود نجم شفيق، عكس موسى الذي تراجع بشدة، وانهارت حملته وانسحب مندوبوه من مختلف اللجان عبر الجمهورية. ودعا سرحان حملة موسى إلى وقف نشر الإشاعات والأكاذيب، مضيفا: ''ارتباك حملة موسى جعلها تطلق الإشاعات بسبب النتائج المتدنية التي سجلتها أغلب المنظمات الحقوقية التي تراقب العملية الانتخابية''. من جانبها، قالت يارا خلاف، عضو في حملة عمرو موسى، ل''الخبر''، إن الحديث عن انسحاب مرشحها من الماراطون الرئاسي مجرد شائعات مغرضة. التنافس على أشده داخل التيار الإسلامي وصعود قوي لحمدين صباحي نزل، أمس، التياران الأكثر سيطرة على الشارع السياسي المصري، وهما جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون، بقوة مع بدء عملية التصويت، حيث لم يتواجدا في اليوم الأول من فتح صناديق الاقتراع وركزا على دعم مرشحيهما في الشارع، في خطة إستراتيجية حتى يضمنا أصواتا أكثر لمرشحيهما، حيث شكلت الجماعة لجانا لمتابعة الانتخابات الرئاسية التي تخوضها بالدكتور محمد مرسي، بإشراف المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام. وقد رصدت الجماعة ميزانية للهدايا تقدر ب12 مليون جنيه مصري، وكثفت دعواتها للتبرع، وطالبت بتوجيه زكاة المال والصدقات للجنة دعم الانتخابات، باعتبار أن الجماعة في طريقها لتطبيق شرع الله، كما تبرع إخوان السعودية بشهر كامل من دخلهم لدعم مرسي. أما السلفيون والدعوة الإسلامية فقد حشدوا أنصارهم أمام مراكز التصويت وحثوا على التصويت لصالح عبد المنعم أبو الفتوح، حتى يفتحوا له الطريق إلى قصر عابدين. وفي السياق، كشف مصدر من الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، ل''الخبر''، عن تسجيل خروقات واسعة من حملات بعض المرشحين، وهم: محمد مرسي وعمرو موسى وأحمد شفيق وعبد المنعم أبو الفتوح، حيث قاموا بالدعاية المباشرة وغير المباشرة داخل وخارج اللجان، مع تقديم رشاوى ارتفعت في اليوم الثاني إلى 300 جنيه مصري، وكذا تخصيص حافلات بها صور دعائية للمرشحين تقل الناخبين إلى مراكز التصويت. وأكد المصدر أن تقاعس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وعدم قدرتها على الحد من أعمال الدعاية الانتخابية للمرشحين وأنصارهم، أدى إلى تفاقم ظاهرة الدعاية الانتخابية بين المرشحين، ونشوب العديد من المشاحنات والمشادات بين أنصار المرشحين، وهو الأمر الذي يعد مؤشرا خطيرا ينذر بوقوع المزيد من العنف في الساعات الأخيرة من التصويت. وأضاف: ''لقد تلقت غرفة عمليات الجمعية العديد من البلاغات والشكاوى، تمثلت في استمرار أعمال الدعاية الانتخابية، وطرد للمراقبين دون مبرر قانوني ووقوع صدامات بين أنصار المرشحين''. واستنكر المصدر خرق بعض القضاة لقوانين لجنة الانتخابات وضرب قراراتها عرض الحائط، معقبا: ''على الرغم من قرار لجنة الانتخابات الرئاسية تمديد فترة التصويت إلى الساعة التاسعة مساء، إلا أن القضاة ضربوا بالقرار عرض الحائط، حيث رصد مراقبونا طرد جميع مندوبي المرشحين والناخبين من مراكز الاقتراع، منذ الساعة 7 مساء، وتم غلق مركز الاقتراع دون ذكر الأسباب. الشارع المصري متخوف من وصول الفلول والعفو عن مبارك يترقب الشارع المصري بتخوف وحذر وصول من أطلق عليهم ب''الفلول'' إلى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، إذا ما تم التزوير في النتيجة، حيث أعربت شريحة كبيرة التقتها ''الخبر'' عن ثقتها في اختيار الشعب المصري، الراغب في التغيير والحياة الكريمة التي افتقدها طوال حكم مبارك، حيث توجه غالبية المصريين الذين تحدثنا إليهم إلى التصويت لمرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، باعتبار أنه سيطبق الشريعة الإسلامية، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المنشق عن الجماعة، فيما اختار الشباب والليبراليون حمدين صباحي، ذا التوجه الناصري، ورفض عدد من المصريين انتخاب الفلول ومحاربتهم حتى لا يصلوا إلى قصر عابدين، بسبب تخوفهم من العفو عن مبارك، خاصة أنه لم تبق إلا أيام للنطق بالحكم في قضية مبارك ونجليه ومساعديه. وشهدت شوارع القاهرة توزيع عدد من المنشورات تحمل عنوان ''أفيقوا يا أيها المصريون''، تدعو المواطنين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، تحسبا لفوز أحمد شفيق بكرسي الرئاسة وعودة النظام السابق.