لم يكن الخنشليون في الستينيات، ولا حتى في السبيعينيات، يدركون أن لاعبا من لاعبي اتحاد مدينة خنشلة، سيكون له شرف ارتداء قميص المنتخب الوطني، ليس لأن لاعبي اتحاد مدينة خنشلة عاجزون عن الدفاع عن الألوان الوطنية، وإنما للظلام الذي كانت تعيشه المنطقة آنذاك، والتي كانت بعيدة كل البعد عن الأضواء ليس في الرياضة فقط، لكن استدعاء علي خياري كان بمثابة تكريم للمنطقة، والرفع من شأن فريق الكحلة والبيضاء التي كان في صفوفها لاعبون كبار، على غرار خليف، ودادي، وملاح، وبوقلت عبد الجبار، وقاسمي، ورشاشي، وجبايلي.. المرحوم خياري المعروف بعلي ''سيسون'' من مواليد 21/ 07/ 1945 بخنشلة، نشأ في أحياء المدينة وتتلمذ في مدارسها آنذاك، وبعد الاستقلال عمل موظفا في مصالح بلدية خنشلة، كان يعشق الرياضات ومنها كرة القدم التي بدأ يمارسها في بطولة ما بين الأحياء، وفي سنة 1964 لعب لأكابر فريق اتحاد مدينة خنشلة، وتعرف على لاعبين يشكلون نواة الفريق مثل خليف، ودمان، ودادي وآخرين، وظل وفيا لألوان الفريق حتى سنة 1983 موعد اعتزاله الكرة. عروض كبيرة لكنه رفضها علي خياري وخلال حمله لألوان فريق المدينة وأمام مهارته كقلب دفاع قوي، وأمام ما أعطاه لفريقه، حاولت فرق كبيرة مثل شباب بلكور (بلوزداد) حاليا، ومولودية قسنطينة، ووداد تلمسان، وغيرها خطفه، لكنه فضل البقاء في فريقه، لكونه كان مسؤولا عن عائلته بعد وفاة والده، وخلال مرحلة لعبه أثر في شخصيته العديد من المدربين الذين استفاد كثيرا من نصائحهم، خاصة الذين تولوا تدريب فريق اتحاد مدينة خنشلة، على غرار المدرب بوعامر، وخليف، إضافة إلى المدربين لوديك، وإبرير، وعمارة السعيد. قصة خياري مع الفريق الوطني كانت رحلته مع قميص الفريق الوطني من خلال الاستدعاء الذي وصله لتدعيم فريق الشرق، حيث وجد صالحي عبد الحميد، وبلجودي، وبن عبد الله وغيرهم، حيث لعب عدة مقابلات مع بعض الفرق الوطنية، والمنتخبات الجهوية، ليلتحق بالفريق الوطني للأكابر رفقة عطوي، وبلوصيف، وسريدي، وملاخسو، وكان أول لقاء له بملعب 19 جوان بوهران، حيث دخل أساسيا أمام فريق (سانتوس) البرازيلي انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي (1/ 1)، حيث لعب 32 مقابلة مع الفريق الوطني آنذاك الألقاب مع فريقه. علي خياري وخلال رحلته مع كرة القدم، لم ينل مع الفريق الوطني أي لقب، لكن مع فريقه اتحاد مدينة خنشلة، حقق معه صعوديين تاريخيين، أولهما الصعود إلى بطولة القسم الوطني الثاني موسم 71/ 72، ثم إلى القسم الأول موسم 73/74، ووصول الفريق إلى دور نصف النهائي من كأس الجمهورية، وذلك سنة 1971، وقد كان مدربا لفريق اتحاد بلدية خنشلة الفريق الثاني للمدينة، كونه حصل على شهادة تدريب، لكنه لم يستمر في العمل في هذا الاختصاص. قصة علي مع الرقم 600 يلقب علي خياري رحمه الله ب''سيسون''، حيث راهن مع أحد اللاعبين على أن تظل الكرة فوق رجله يداعبها ولا تسقط على الأرض، وكان الحاضرون من زملائه يعدون له إلى أن وصل إلى رقم 600، ولو لم يتعب لأكمل إلى ألف وأكثر، فلقب بهذا اللقب الذي كان يفتخر به. حب الناس تاجه كان المرحوم محبوبا لدى الكبير والصغير، فلم يجن من كرة القدم إلا محبة الناس، ولم يستفد من أي شيء عدا وظيفته، وكشك بساحة الشهداء بوسط مدينة خنشلة، فكان أبا، ومربيا، ولاعبا، ومدربا، وناصحا، يشارك زملاءه محليا ووطنيا في مناسبات اعتزالهم، وكان يتألم لوضعية كرة القدم محليا ووطنيا، وكان يتمنى أن يرى فريقه اتحاد مدينة خنشلة في الأقسام العليا، وظل يوجه نصائح للارتقاء بكرة القدم محليا، إلى أن فارق الحياة شهر جانفي 2001 بالبروافية، حين كان في زيارة عائلية لأخته. مقابلة للاعتزال ومقابلات للذكرى زملاء الراحل، ومنهم بوجهين عبد الحميد الذي يرأس جمعية علي خياري، نظموا له مقابلة اعتزالية منتصف التسعينيات، وحضر جل اللاعبين من مختلف جهات الوطن، وحتى لاعبو الفريق الوطني لسنوات الثمانينيات، كما يتم إقامة دورات باسمه تخليدا لروحه ولمسيرته.