عاد الحديث عن المكافآت المالية والمادية، بمناسبة الأولمبياد القادم الذي ستحتضنه العاصمة البريطانية لندن، ما بين 27 جويلية و12 أوت القادمين. ورغم أن الجوائز المالية التي تمنح للرياضيين الجزائريين المتوّجين بميداليات في دورات الألعاب الأولمبية، شهدت زيادة محسوسة مع مرور السنوات، وبالضبط منذ إصدار المرسوم الخاص برياضة المستوى العالي (189/07) بتاريخ 16 جوان 2007، إلا أنها مازالت تعتبر متواضعة جدا، قياسا بالمكافآت المالية الخيالية التي تمنح للأبطال الأوروبيين والأمريكيين والخليجيين. استنادا للمرسوم المذكور، فإن السلطات العمومية فتحت الباب أمام الأبطال الجزائريين للاستفادة ليس فقط من الجوائز المالية، بل أيضا من امتيازات خاصة في التوظيف والتكوين، بنحو يسمح للرياضيين بإنهاء مشوارهم الرياضي في ظروف تبعدهم عن المصاعب الاجتماعية. وإلى جانب المبالغ المالية التي لا تحظى قيمتها بالإجماع وسط الأسرة الرياضية، بالنظر إلى قساوة التضحيات التي يتطلبها الفوز بميدالية أولمبية واشتداد المنافسة في الألعاب، فإن الامتيازات الأخرى لم تسلم من الجدل، بالنظر إلى تجربة أولمبياد بكين. فما تزال الأسرة الرياضية تتذكر الشقق المؤثثة التي وعدت وزارة التضامن، قبل أربع سنوات، بتسليمها لأبطال أولمبياد بكين مجانا، إلا أنه اتضح فيما بعد أن الشقق المؤثثة لم تكن إلا وعودا زائفة، لم يكن الهدف منها سوى الترويج لغايات غير رياضية. والواقع أن المصارعين المتوّجين بميداليتين، وهما عمار بن يخلف وصورية حداد، اضطرا لشراء شقتيهما، فيما لم يتسلم الرياضيون ذوو الاحتياجات الخاصة شققهم إلى غاية اليوم، ما يجعل الرياضيين الذين يستعدون للمشاركة في الأولمبياد القادم في وضع أسوأ للتركيز على الحصول على الميداليات، في ظل غياب حوافز جادة. وكان الاستثناء في أولمبياد بكين استفادة الأبطال من سيارات في إطار صفقة أبرمتها وقتها اللجنة الأولمبية الجزائرية مع متعامل خاص، ونفس الصفقة تسعى اللجنة الأولمبية الجزائرية، برئاسة رشيد حنيفي، إلى تكرار تجربتها مع متعامل آخر، في حال نجاح المفاوضات الحالية المتعثرة بين الجانبين. ويقضي المرسوم الوزاري بمنح جائزة مالية قدرها 300 مليون سنتيم للمتوّج بميدالية ذهبية في الرياضات الفردية في الألعاب الأولمبية، مقابل 150 مليون سنتيم لصاحب الميدالية الفضية، في حين يستفيد المتوّج بالميدالية البرونزية من مبلغ قدره 75 مليون سنتيم، كما يضمن المرسوم حصول المدربين على مبالغ متفاوتة، حسب نوع الميدالية التي يحصل عليها الرياضيون. ولم يستثن المرسوم في ملحقه الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة، ويستفيد صاحب الميدالية الذهبية من جائزة بقيمة 150 مليون سنتيم، مقابل 75 مليون سنتيم للمتوّج بالميدالية الفضية، فيما تقدّر جائزة صاحب الميدالية البروزنزية ب40 مليون سنتيم. كما لم يستثن المرسوم المدربين من المكافآت المالية.