أنتهز فرصة تعرضك لكسر في يدك وأنت تلعب مباراة كرة قدم مع دبلوماسيين في المنظمة الدولية التي ترأسها، لأعرب لك عن خالص أمنياتي بالشفاء، وفي الوقت نفسه لأكتب إليك بعض الهموم الأممية، لأني لن أجد كل مرة فرصة كهذه، فما أدراني إن كنت ستلعب مرة أخرى كرة قدم أم ستكتفي بالتفرج أسوة بالقضايا المصيرية الكثيرة في العالم، ومنها ما يحدث في سوريا! وأرجو أن تعذرني سيد بان لأنني لم أتمكن من حمل باقة ورد إليك بسبب نفاده من حدائقنا لأننا نستخدمه بكثرة في هذه الأيام، من أجل مواكب الشهداء الذين ما زالوا يتساقطون بالأعداد نفسها منذ ''ق.ب'' أي قبل البعثة الأممية التي أرسلتموها. عزيزي بان.. أرجو ألا يشغلك الكسر الذي في يدك عن الجرح الذي في قلوبنا، بكل الأحوال، ومن باب حرصي بصفتي مواطناً أممياً - كونه لي حصة في هذا العالم وإن كانت أقل من غيري باعتباري من العالم الثالث - فإنني وددت أن أخبركم بما حصل خلال مدة المباراة التي قضيتموها بعيداً عن الأحداث الساخنة في سوريا. وأرجو ألا تعتبر هذا من باب الوشاية، لا سمح الله، ولكن شعرت بأن الكثير من الوقائع المهمة فاتتكم وأنتم تمرحون وتلعبون بالكرة الأرضية.. منها أن بعثة المراقبين الدوليين التي أرسلتموها، هي نفسها تعرضت للقصف، وكان التفجير قاب ''موتين'' أو أدنى منها، فإذا كنت أنت لا تستطيع أن تحمي يدك من الكسر في مباراة مع لاعبين أمميين، ولا بعثتك قادرة على حماية نفسها من القصف والتفجير، فلماذا التعب؟! عزيزي بان، أرجو ألا أكون أثقلت عليك، فزيارة المريض يجب أن تكون خفيفة ونسيت أن أسألك: هل أحرزت هدفاً أم خرجت بكسر وفوقه خسارة؟!