سجلت، أمس، أسعار النفط ارتفاعا محسوسا، حيث بلغت في بورصة نيويورك 5, 91 دولار للبرميل على خلفية التوتر السائد بخصوص الملف النووي الإيراني وتشديد العقوبات على أحد أهم المنتجين في الشرق الأوسط. وكشفت التعاملات في الأسواق الدولية عن تحسن مستويات أسعار النفط، إذ ربح ''ويست تكساس أنترميديات'' في بورصة نيويورك لتسليمات شهر جويلية المقبل قرابة 60 سنتا خلال يوم واحد، إذ بلغت حدود 5, 91 دولار. ويأتي هذا التطور في وقت صعّدت فيه إيران لهجتها مؤكدة رفضها التخلي عن عمليات تخصيب اليورانيوم، إلا إذا قدمت البلدان الغربية حلا توافقيا في إطار المفاوضات التي تجمعها مع ما يعرف بمجموعة 5+1 التي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. في نفس السياق تعرف الأسعار ضغطا مع تأكيد مسار فرض مزيد من العقوبات على إيران وحظر تصدير نفطها الى دول الاتحاد الأوروبي ابتداء من جويلية المقبل رغم ترقب السوق لمفاوضات جديدة مرتقبة في 18 جوان المقبل. أما في أوروبا، فإن الترقب أيضا قائم، على خلفية الانتخابات اليونانية التي يمكن أن تسفر على فوز التيار المتحفظ لسياسات التقشف. ومع ذلك، فإن السوق يعرف انتعاشا، حيث اقترب سعر النفط لمؤشر برنت بحر الشمال 9 ,106 دولار للبرميل مسجلا تحسنا بنسبة 63, 0 بالمائة. ويرتقب أن تجتمع دول منظمة أوبك في لقاء تشاوري خلال جوان المقبل لتحديد التوجهات العامة الواجب اتباعها إزاء تطور سوق النفط، خاصة وأن الدول الغربية تسعى إلى ضمان الحصول على التزام سعودي بالخصوص بتوفير إمدادات إضافية في حالة غياب النفط الإيراني عن الأسواق والمقدّر بحوالي 5, 3 الى 4 مليون برميل يوميا. ويؤكد الخبراء أن السعودية يمكن أن ترفع إنتاجها بحدود مليوني برميل يوميا ولكن من غير الممكن تعويض جل الكميات التي يمكن أن تسحب من السوق بالنظر للمشاكل التي لا تزال تعانيها بعض البلدان المنتجة مثل نيجيريا وليبيا.