من مضحكات قيادة الحزب الذي سيشرّع لنا مدة 5 سنوات في البرلمان، أنها ترفض الاحتكام إلى الصندوق لحل الخلافات السياسية والتنظيمية داخل هذا الحزب، وداخل قيادته تحديدا.! وإذا كان بلخادم يتخوف من الاحتكام إلى الصندوق داخل حزبه وداخل قيادة حزبه، فكيف لايخاف من الصندوق عندما يطرح الأمر في الشارع لدى المواطنين..؟ هل بلخادم يحبه الشعب.. ويحبه مناضلو حزبه.. وتكرهه قيادة حزبه فقط؟! لماذا يفضل بلخادم حسم مشاكله مع قيادة حزبه برفع الأيدي عوض الاقتراع السري؟! والجواب يبدو أنه شديد الوضوح.. الانتخاب برفع الأيدي معناه كشف خصوم بلخادم أمام من يتهدّد بهم بلخادم على أعضاء قيادة حزبه! وواضح أن بلخادم ومن يقف وراءه لم يستطيعوا هذه المرة تحديد رأس المعارضة لبلخادم لضربه.. ولذلك، يريد بلخادم أن يكشف كل الناس أمام كل الناس.! وتصوّروا معنا قيادة حزب أخذ الأغلبية المريحة ويفتخر بها أمام الناس جميعا، يخاف من رأي أعضاء قيادته إذا عبرت عنه سريا في انتخابات تجديد أو سحب الثقة؟! كيف يفتخر بنتائج الصندوق من يخاف من سرية الصندوق في حزبه؟! هل يمكن أن نصدق بأن قيادة هذا الحزب هي التي أنجزت هذا ''النصر'' الانتخابي؟! وهل يمكن أن نطمئن إلى هذا الحزب وهو يقود البلاد لخمس سنوات أخرى، ونطمئن على رعايته للديمقراطية؟ وهو الذي ترفض قيادته تطبيق ديمقراطية داخل الحزب نفسه؟! فهل ما ترفض قيادة الأفالان تطبيقه في هياكلها، من ديمقراطية وانتخاب سري، يمكن أن تطبقه مع الشعب في أي انتخابات قادمة، ومنها الانتخابات البلدية؟! ثم ما نوع هؤلاء المناضلين القياديين الذين يخافون من أمينهم العام أن يبيعهم لجهات خارج الحزب إذا صوّتوا علنا وبالأيدي المرفوعة.؟! ثم ما قيمة أمين عام لحزب يحكم البلاد ولا يستطيع أن يحكم أو يتحكم في قيادة حزبه، فيستقوي عليها بأجهزة الدولة الأخرى، حتى يضطر أعضاء هذه القيادة للتصويت عليه بالأيدي المرفوعة، وهم في الواقع يريدون رحيله لو أتيحت لهم فرصة الانتخاب السري؟! هل هذا النفاق السياسي والهزال التنظيمي والرداءة السياسية الذي يعرفه هذا الحزب هو الذي سيعتمد في تسيير مؤسسات الدولة (حكومة وبرلمانا) خلال السنوات الخمس القادمة؟! ومن لا يستطيع تسيير حزبه ومناضلي حزبه القياديين، كيف سيطمئن له الشعب في تسيير مؤسسات البلاد بكفاءة؟! اللهم إلا إذا كانت مؤسسات هذا البلد الدستورية، من برلمان وحكومة، ستسيّر من طرف الذين أعطوا الأوامر بالانتخاب لصالح الأفالان؟! وإذا كان الحال هكذا، فإن البلاد لن تعرف ما يسمى بالإصلاحات.. وستواجه مصاعب تسيير خطيرة، ليس أقلها خطورة الدعوة إلى حل البرلمان الكارثة هذا والذهاب إلى انتخابات أخرى.. والحل أفضل من الذهاب إلى ربيع في عز الخريف أو الصيف.