أرسلت وزارة الصحة فرق مراقبة وتفتيش إلى جميع المستشفيات الجامعية عبر الوطن، للوقوف على ''حقيقة'' ندرة الأدوية على مستوى الصيدلية المركزية، استجابة لمطلب الاستشفائيين الجامعيين الذين شددوا على فتح تحقيق، بعد أن اتهمتهم مصالح الوزارة صراحة بالوقوف وراء الندرة. شرعت مصالح وزارة الصحة، منذ يومين، في تحقيق حول ندرة الأدوية في الصيدلية المركزية، لتكون بذلك قد رضخت لضغوطات الاستشفائيين الجامعيين الذي شددوا، خلال جمعيتهم العامة الأخيرة بالعاصمة، على ضرورة إيفاد لجان تقف على الظروف الاجتماعية والمهنية المزرية لمهنيي القطاع. وقال ممثل الاستشفائيين، البروفيسور نصر الدين جيجلي، ل''الخبر''، أمس، إن فرق تفتيش ومراقبة شرعت منذ يومين في عملية إحصاء ومعاينة على مستوى الصيدلية المركزية، حيث استمعت إلى أقوال كل من مديري المستشفيات والأطباء وكذا الصيادلة المسيرين للصيدلية المركزية، حول وفرة الأدوية واحتياجات هذه الأخيرة في هذا المجال. وحسب ذات المتحدث، فإن فرق المراقبة وقفت فعليا على ندرة كبيرة للأدوية على مستوى الصيدلية المركزية، وهو ما تضمنته تقارير رسمية موقعة من قبل المديرين والصيادلة المسؤولين، وجهت لوزارة الصحة، التي تنتهج حاليا، حسب محدثنا، سياسة مختلفة عن تلك التي ظلت محل انتقاد من قبل الشركاء الاجتماعيين، بدليل اعترافها لأول مرة، يضيف، بعجز مؤسساتها الصحية عن توفير مختلف المنتجات والمستلزمات الطبية والجراحية. وقال البروفيسور جيجلي إن فرق التفتيش عاينت الطلبيات التي وجهتها الصيدلية المركزية منذ شهر للحصول على احتياجاتها من الأدوية. فمن بين معدل 400 نوع من الأدوية، تبين وجود عجز في 300 دواء، وهو معدل يمكن تعميمه على مختلف المستشفيات الجامعية باعتبارها تقدم نفس الخدمات الطبية والجراحية للمرضى. من جهة ثانية، كشف ممثل نقابتي الأساتذة والأساتذة المحاضرين، والأساتذة المساعدين، عن عريضة تحمل توقيعات الاستشفائيين الذين حضروا آخر جمعية عامة، تندد بطريقة تعامل وزارة الصحة مع شركائها الاجتماعيين، وكذلك كيفية تسييرها لأزمة الدواء التي تعصف بالقطاع. كما شدد مهنيو القطاع على رفضهم القاطع ''للإهانة'' التي تعرضوا لها من قبل مسؤولي الوصاية والوزير شخصيا، بعد اتهامهم صراحة بسرقة الدواء الموجه لمرضى المستشفيات العمومية، وهو أمر جاء، حسبهم، كنتيجة حتمية لتنصل مديري المستشفيات عن مسؤولياتهم، من خلال التقارير ''المغلوطة'' الموجهة إلى مصالح الوصاية، والتي لا تشير إلى أية ندرة للدواء على مستوى الصيدلية المركزية. و هي ردة فعل يبدو أنها وضعت الوزارة في حرج، خاصة بعد دعوة الاستشفائيين لإيفاد لجان تحقيق من الوصاية للوقوف على مدى حقيقة هذه ''الادعاءات''، حسبما جاء على لسان مسؤولي القطاع، بدليل الفرق التي حلت منذ يومين بالصيدلية المركزية، حيث ''تحققت'' فعليا، حسب البروفيسور جيجلي، من وجود ندرة حادة لا يمكن أبدا تجاهلها.