تسببت ندرة المخدر، على مستوى عيادة التوليد وجراحة الأطفال في بلفور بالعاصمة، في إلغاء برنامج كامل لعمليات جراحية لحالات بالغة الخطورة، الأسبوع الماضي. وهو عجز في مستلزمات الجراحة مسجل على مستوى جميع المؤسسات الجامعية عبر الوطن، حيث أصبحت حياة المرضى عرضة للخطر بسبب عدم تحرك وزارة الصحة لحد الآن لمعالجة الأزمة. انتقد الأمين العام لنقابة الأساتذة والأساتذة المحاضرين، البروفيسور جيجلي، في تصريح ل''الخبر''، الوضع الكارثي الذي تعيشه جميع المؤسسات الاستشفائية الجامعية، بسبب استمرار أزمة اختفاء مستلزمات العمليات الجراحية، تبعا لنفاد المخزون من الصيدلية المركزية، حيث أكد بأن الأمر لم يعد يحتمل أي تأجيل لأنه يعرّض حياة مئات المرضى يوميا إلى الموت، في ظل سخط كبير لعائلاتهم التي لم تهضم ''تقاعس'' مسؤولي الوصاية في إيجاد الحلول. واستغرب ممثل الاستشفائيين الجامعيين عدم تحرك وزارة الصحة لاتخاذ إجراءات استعجالية تجنبا لانزلاق الوضع. وقال إن نقابته راسلت الوصاية عدة مرات لاستقبال ممثليها ومناقشة مختلف المشاكل التي تعرفها المستشفيات الجامعية، غير أن المسؤول الأول عن القطاع يرفض استقبال شركائه الاجتماعيين ''وهو الذي كان يؤكد، مباشرة بعد تعيينه على رأس القطاع، بأنه سيستقبل جميع النقابات وأعاب على الوزراء المتعاقبين تأجيل معالجة هذه المشاكل طيلة هذه السنوات..''. وكشف البروفيسور جيجلي عن لقاء سيجمع، غدا الأربعاء ممثلي نقابة الأساتذة والأساتذة المحاضرين بالأمين العام لوزارة الصحة، في مقر هذه الأخيرة، بعد لقاء كان مبرمجا الأسبوع الماضي تم إلغاؤه لأسباب مجهولة، حسبه. ومن المقرر أن يطالب ممثلو النقابة، حسب ذات المتحدث، بتفسيرات عن استمرار ندرة مختلف مستلزمات العمليات الجراحية، رغم أن الاستشفائيين الجامعيين لم يترددوا في دق ناقوس الخطر حينما عقدوا جمعية عامة منذ أكثر من شهر، حيث شددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية لإنقاذ حياة المرضى، وأمهلوا وزارة الصحة آجال شهرين لمعالجة الوضع، مهددين باستئناف الاحتجاج لإرغام مسؤولي الوصاية على تحسين ظروف العمل. وتقرر عقد اجتماع للمجلس الوطني بعد أسبوعين لمناقشة ما سيسفر عنه لقاء بعد غد، وتحديد تاريخ الجمعية العامة الثانية. وإن كان قد اعترف بأنه تم مؤخرا تزويد الصيدلية المركزية بالمخدر المستعمل في قاعات العمليات تبعا للندرة التي كانت وراء تأجيل برامج لعمليات جراحية في عدد من المؤسسات الاستشفائية، غير أنه تساءل بالمقابل عن الكمية الحقيقية التي تم توفيرها، وإذا ما كانت ستكفي بالنظر إلى العدد الكبير للعمليات التي تم تأجليها لنفس السبب. ولد عباس يحمل إدارات المستشفيات المسؤولية ''الندرة سببها تأخر الطلبيات'' قال جمال ولد عباس، وزير الصحة والسكان، أمس، إن ندرة المخدر على مستوى بعض المؤسسات الاستشفائية سببها تأخر تقديم الطلبات من قبل المسيرين. وخلال زيارته المفاجئة للمؤسسة الاستشفائية جيلالي بلخنشير بالأبيار، أمر الوزير بتوسيع مصلحة طب الأطفال التي نالت إعجابه. واصل جمال ولد عباس سلسلة زياراته المفاجئة، وجاء هذه المرة الدور على مستشفى بئر طرارية بالعاصمة، حيث استهل الوزير زيارته بقسم طب الأطفال الذي نال إعجابه، غير أن رئيس المصحة البروفيسور عشير موسى، اشتكى من ضيق المصلحة التي تستقبل مرضى من كل مناطق البلاد حتى من أقصى الجنوب، في حين أن المؤسسة استشفائية عمومية وليست مستشفى جامعيا. وقال البروفيسور إن نسبة الامتلاء فاقت 100 بالمائة. الوزير وأمام هذا الوضع، أمر بتوسيع المصلحة وأكد لمديرة المستشفى، السيدة محند كريمة، أن الوزارة ستتكفل بتمويل أشغال التوسعة. وعلى هامش الزيارة، قال الوزير إن ندرة المخدر سببها تأخر تقديم الطلبيات من قبل مديري المؤسسات الاستشفائية التي تعاني من الندرة.