انعكس بروتوكول الاتفاق الذي وقعته الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة أنصار الدين، القاضي باندماجهما وقيام دولة إسلامية شمال مالي، على الحركة التي تعيش منذ أيام على وقع الخلافات بين أهم أعضائها البارزين، بسب انقسامهم إلى فريقين بين مؤيد ومعارض للاتفاق، إلى جانب الشقاق الحاد وسط قبائل الطوارق وبين متمرديهم. فتزامنا مع نفي الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد "بكاي حمد أحمد" فشل الاتفاق مع حركة أنصار الدين، ندد كل من "مجدي بوخدة" العضو البارز في حركة تحرير أزواد و"حاما اغ محمود" و"موسى اغ الطاهر" و"نينا ولت إينتالو" ببروتوكول الاتفاق وعبروا عن رفضهم القاطع له. وقال أمس الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد في تصريح لشبكة "سكاي نيوز"، أن الذي حدث هو مجرد خلاف على بعض النقاط الواردة في بيان اندماج الطرفين، وقد تم تجاوزه، موضحا أن الاتفاق ينص على توحد الحركتين وخروج الجماعات المتشددة مثل القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا من المشهد السياسي والعسكري في أزواد، إلى جانب أنه ينص على ألا يشارك غير سكان إقليم أزواد في أي مشهد من مشاهد الحياة السياسية والعسكرية في الإقليم. وفي هذه الأثناء، أجرى أحد قادة الطوارق المنشقين عن الحركة الوطنية لتحرير أزواد محادثات في شمال مالي ليلة أول أمس، مع زعيم جماعة أنصار الدين الإسلامية، ما أثار شكوكا حول تخلي الطرفين عن مشروعها المعلن من أجل الاندماج. وقال "وليل آغ شريف" أحد المقربين من قيادي جماعة أنصار الدين في مكالمة هاتفية مع وكالة الأنباء الفرنسية، مساء أول أمس ، إن "بلال آغ شريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد و إياد آغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، يجريان حاليا محادثات في غاو حول قضية الاندماج الذي أعلنته الحركتان في السابق"، دون أن يضيف أي تفاصيل. وأكد الوفد المرافق لبلال آغ شريف انعقاد الاجتماع دون تحديد هدفه، بينما صدر بيان مقتضب عن الحركة يستنكر بروتوكول الاتفاق الموقع قبل أسبوع، ويثير خلافات حول تطبيق الشريعة الإسلامية التي تريد فرضها جماعة أنصار الدين في جميع أنحاء مالي، في حين تدعو حركة الأزواد العلمانية إلى إنشاء دولة ضمن حدود المنطقة الطبيعية لأزواد تمتد من الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي لمالي. وأفاد مصدر مقرب من الأمين العام للمتمردين الطوارق ليلة أول أمس، أن بلال آغ شريف تلقى خلال اليومين الأخيرين رسائل من أعضاء الحركة المقيمين في الخارج يعارضون فيها المشاركة في الاندماج مع أنصار الدين. وأضاف أن آغ شريف لم يتخذ بعد موقفا في الموضوع لأنه ينتظر انتهاء محادثاته مع إياد آغ غالي للقيام بذلك. كما أكد مقربون من إياد آغ غالي وجود مأزق مع الحركة، دون استبعادهم إمكانية الاندماج. ومن جهته أوضح المتحدث باسم حركة أزواد في باريس، موسى آغ الطاهر لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الحركة وافقت على كلمة الدولة الإسلامية، لكن كان عليها تضمين الاتفاق بعبارة "إننا نمارس الإسلام المعتدل والمتسامح، مع تجنب ذكر تطبيق الشريعة في أي من بنوده".