عاشت مصر، أمس، يوما احتفاليا صنعه إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فوز مرشح الإخوان، الدكتور محمد مرسي، بنسبة 51.7 بالمائة، مقابل 48.3 بالمائة للجنرال أحمد شفيق، المحسوب على نظام مبارك، في أول انتخابات ديمقراطية وضعت حدا لحكم العسكر، بعد حرب تصريحات أنذرت بموجة غضب عارمة، ووسط أجواء عاصفة بالرغم من حرارة الجو، وحملات التخوين والتشكيك التي قادتها الحملتان. حبس المصريون أنفاسهم لقرابة ساعة كاملة من الزمن، وهم يستمعون، بانتباه شديد وترقب حذر، إلى بيان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الذي أوضحت فيه بالشرح والتفصيل النتيجة النهائية التي أفرزت فوز الدكتور محمد مرسي. وبمجرد الإعلان الرسمي عن تربع مرسي على كرسي الرئاسة، خرج الملايين إلى ميادين الحرية في مختلف المحافظات المصرية، احتفاء بوصول مرسي إلى سدة الحكم، في يوم شبيه بيوم تنحي مبارك بعد أن أزاله شعبه من كرسي الرئاسة، وانتهى به المطاف في السجن. وكان مرسي قد خرج من سجن مبارك في نفس اليوم الذي اندلعت فيه الثورة يوم 25 جانفي، ونفس الشعب الذي أطاح بمبارك أتى بمرسي إلى الرئاسة في انتخابات ديمقراطية خرج من صناديقها أول رئيس مدني في تاريخ مصر. وقد استقبل ميدان التحرير بالقاهرة نبأ فوز مرسي بالرئاسة بالتكبير والتهليل والهتاف بسقوط حكم العسكر، حيث عمّت الفرحة أنصار مرسي الذين توقعوا فوز مرشحهم، وأطلقوا الألعاب النارية والزغاريد، فيما تعرض أنصار الجنرال أحمد شفيق، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة المصرية، للموت البطيء، فمرسي المنتمي للتنظيم الذي كان محظورا طوال فترة حكم الرئيس المخلوع، تكتلت وراءه القوى الإسلامية وبعض قوى الثورة، وصوّتت له نكاية في شفيق، خوفا من عودة النظام السابق، وأعلنته أول رئيس للجمهورية الثانية، في أول انتخابات بعد ثورة 25 جانفي، ودعمته لكسب رضى الناس، وحمّلته مشروع المصالحة وإشراك القوى الوطنية معه في تقاسم عبء هذه التركة الثقيلة. وينتظر ال13 مليون مصري، الذين وضعوا ثقتهم الكاملة في مرسي، أن ينتشلهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها من فساد ومحسوبية، وأن يفي بوعوده ويحقق شعار الثورة المصرية التي أتت به ''عيش، حرية، عدالة اجتماعية''. كما خرج مئات المصريين في مواكب سيارات متشحة العلم المصري، جابت مختلف شوارع القاهرة، التي كانت خاوية على عروشها قبل إعلان النتيجة، ولكن نشوة الفرح لم تنس متظاهري التحرير مطالبهم الرئيسية التي خرجوا من أجلها . مرسي: سأكون رئيسا لكل المصريين وسأحافظ على كل المعاهدات الدولية أعلن الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، أنه سيكون رئيسا لكل المصريين أينما وجدوا، وسيكون على مسافة واحدة من الجميع، لافتا إلى أنه ما كان ليكون في موقعه هذا لولا تضحيات شهداء الثورة المصرية. وقال مرسي إن الثورة المصرية مستمرة حتى تحقيق كل أهدافها، وشدد على أن ''مصر بحاجة الآن إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة ليجني الشعب ثمار تضحياته في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية''، مؤكدا أن دماء شهداء الثورة لن تضيع هدرا. وشدد على أنه ''سيحافظ على المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله، وعلى أمن مصر القومي''. بوتفليقة يهنئ مرسي بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تهنئة إلى الدكتور محمد مرسي، بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة: ''يسرني بمناسبة انتخابكم رئيسا لجمهورية مصر العربية الشقيقة أن أعرب لكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة، وأصالة عن نفسي عن أحر التهاني وأصدق التمنيات، راجيا من الله عز وجل أن يوفقكم في أداء مهامكم السامية، وأن يحقق للشعب المصري العظيم إطّراد التقدم والرخاء تحت قيادتكم المباركة''. وأضاف رئيس الجمهورية ''إنني أغتنم هذه المناسبة لأعبر لكم عن حرص الجزائر على توطيد علاقات الأخوة التي تجمعها بمصر، وتوسيع كافة مجالات التعاون، بما يعود بالنفع المشترك على شعبينا الشقيقين''. واج مدير حملة شفيق ل''الخبر'' لا اعتراض لنا على نتائج الانتخابات رفض محمود بركة، مدير الحملة الانتخابية للمرشح أحمد شفيق، الإدلاء بأي تصريح، أو التعليق عن نتائج الانتخابات، مباشرة بعد الإعلان عنها، والتي أعطت الأسبقية لمرشح حركة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، وخروج الفريق أحمد شفيق خالي الوفاض. وقال بكلمات مقتضبة، في اتصال مع ''الخبر'': ''إننا نحترم قوانين الدولة المصرية والقضاء المصري، ولا اعتراض على النتائج التي أقرتها''. وعن خروج أحمد شفيق من السباق، ومستقبل جناحه في الحكم، قال ''لا تعليق لي على ذلك''. الجزائر: ب.مسعودة إسرائيل تتوقع مواصلة التعاون مع مصر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب فوز الدكتور محمد مرسي بانتخابات الرئاسة المصرية، بأن إسرائيل تحترم العملية الديمقراطية في مصر وما أسفرت عنه، كما توقع مواصلة التعاون مع مصر، على قاعدة اتفاق السلام المشترك. وجاء في بيان نتنياهو إن ''إسرائيل تقدّر العملية الديمقراطية في مصر، وتحترم نتيجتها. وستستمر إسرائيل في التعاون مع الإدارة المصرية على أساس معاهدة السلام بين البلدين، ولصالح الشعبين والاستقرار الإقليمي''. وفي وقت سابق، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المجلس العسكري وعد بعدم المس بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، أيّاً كانت نتائج انتخابات الرئاسة المصرية. واشنطن تهنئ مرسي وتدعو إلى أن تظل مصر ركيزة للسلام الإقليمي هنّأت واشنطن محمد مرسي على فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية، ودعت إلى أن تواصل مصر دورها كركيزة للسلام الإقليمي. وجاء في بيان للبيت الأبيض ''نعتقد أنه من المهم أن يتخذ الرئيس المنتخب، مرسي، خطوات في هذا الظرف التاريخي، لدعم الوحدة الوطنية، من خلال مد يده إلى جميع الأحزاب والجهات، للتشاور معها حول تشكيل حكومة جديدة''. معربا عن أمنيته بأن يتواصل التعاون بين مصر وإسرائيل. ''حماس'' تصف فوز مرسي باللحظة التاريخية والانتصار الكبير اعتبر محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، فوز مرشح حركة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، في انتخابات رئاسة مصر لحظة تاريخية وانتصارا كبيرا. كما هنّأ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، القيادي في حماس، إسماعيل هنية، مرسي بفوزه. وقال طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة المقالة، إن هنية ''هاتف الدكتور مرسي، وهنأه بفوزه بمنصب رئاسة مصر كأول رئيس مصري بعد ثورة 25 يناير''، وتابع ''كلنا أمل أن يحقق فوز مرسي الأمن والاستقرار للشعب المصري الشقيق''.