ماهي التحديات التي تواجه الرئيس محمد مرسي في الفترة القادمة؟ توجد تحديات تواجه الرئيس الجديد أولها إقامة دولة القانون وضرورة الالتزام بتنفيذ أحكام القضاء وتحقيق العدالة ضمانا للأمن والأمان، ولا بد أن يقدم خطابا وسلوكا تصالحيا مع كافة فئات وشرائح المجتمع، وهناك أزمات كثيرة في مصر، ولتجاوزها لابد من تضافر الجهود وتكاتف القوى لبناء وطن ناهض واستعادة الثقة بين أطراف الجماعة الوطنية. وماذا عن الصعيد الخارجي؟ خارجيا هناك بعض نظم الحكم العربية تتعامل بشيء من الحذر ناهيك عن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي حريصون أن يبقى الوضع كما هو عليه، لضمان المشروع الأمريكي الصهيوني. هل يمثل الإعلان الدستوري عائقا أمام الرئيس؟ الإعلان الدستوري يتضمن أشياء خطيرة للغاية، من خلالها لا سيطرة للرئيس الجديد على المؤسسة العسكرية، ليس هذا فقط، وإنما يبقى الرئيس بمعزل عما يجري، وصلاحيات الرئيس محدودة للغاية. هل ستشهد الفترة القادمة صراعا بين المؤسسة العسكرية والرئيس المنتخب؟ لا أعتقد هذا، فالإعلان الدستوري فيه قوتان: المؤسسة العسكرية متمثلة في المجلس العسكري، وتمثل الطرف الأقوى في المعادلة، والطرف الثاني الرئيس وبعض الشعب، وهذا يجعل موقف مرسي إلى حد ما ضعيفا، وصراع الإدارة يعطي للطرف الأقوى فرض شروطه، وما على الرئيس إلا أن يتحصن بالشعب، ومن انتخب مرسي هو جزء من الشعب المصري، وهناك 12 مليونا صوّتوا لشفيق، ربما يثيرون قلاقل، وقد يؤدي هذا إلى انفلات أمني، وعلى مرسي أن يتحسس مواقع أقدامه. هناك حديث أن مرسي يرفض أداء اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية، ويريد أن يحلف اليمين أمام البرلمان المنحل؟ هذا سيدخله في إشكالية مع المجلس العسكري، لأنه بحل مجلس الشعب يجب أن يؤدي اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، ورفضه يعني اعتراضه على الإعلان الدستوري الذي تتضمن مادته الأولى هذه الفقرة. وهل تعتقد أن الهدوء سيعود إلى مصر بوصول مرسي إلى القصر الرئاسي؟ لا أظن ذلك، المرحلة المقبلة تحتاج إلى عمل كبير ومصالحة وطنية، وتطبيب الجراح، لأن الشارع المصري يحتاج إلى عمليات جراحية كثيرة.