تشهد مدينة عنابة تزايدا لحالات تشتت العائلات بسبب أزمة السكن، خاصة في أوساط الشباب المتزوجين حديثا. وقد أخذنا من مجموع هؤلاء الشباب عائلتي عادل بوغمبوزة وحسين حساسني كعينتين لحالات عديدة. تعتبر حالة عادل مأساة حقيقية، فهذا الشاب يعمل بائعا متجولا في أسواق المدينة، وما يجنيه من عمله اليومي يدفعه للمبيت الليلي الذي يقيم فيه، في الوقت الذي تقيم فيه زوجته منذ ثلاث سنوات رفقة ابنهما البالغ من العمر سنتين ونصف في مرفق الأشخاص المسنين بالصفصاف. يقول عادل عن حالته ''تزوجت وأجّرت سكنا لمدة سنة بحي سيدي سالم، وعندما لم أقو على دفع الإيجار بسبب ضعف الحال، خاصة أن عملي يقتصر على بيع أشياء بسيطة في الرحبة، وعائداته لا تكفي الكراء وتلبية حاجيات أسرة، ورغم وضعي لملف طلب سكن منذ أربع سنوات على مستوى دائرة البوني واتصالي المستمر بالمسؤولين، ومنهم والي الولاية، الذي اقتصر تدخله على وضع زوجتي في مرفق الشيخوخة، وبقيت معاناتي مستمرة إلى اليوم، حيث أشعر بالحقرة والخوف والقلق اليومي''. وبلغت مأساة عادل حدودا قصوى، خاصة أنه أصبح يرى ابنه عماد بمواعيد محددة، وهو الذي اشتاق لاحتضانه، ويناشد المسؤولين، خاصة رئيس دائرة البوني ووالي الولاية مساعدته بمنحه سكنا يمكنه من جمع شتات أسرته. من جهة أخرى، لا تختلف حالة حسين كثيرا عن حالة عادل. فعائلة حسين اضطرت لتمكين ابنهما المتزوج من الإقامة معها ببلدية البوني إلى غاية حصوله على سكن قار، غير أن وفاة الوالدة وزواج الأب من امرأة أخرى أخلط أوراقه، حيث فضّل الأب تحميل المسؤولية لابنه ورمى أثاثه في الشارع، وهو ما جعل الزوجة تعود إلى منزل أهلها، في حين ظل حسين يناشد المسؤولين، خاصة رئيس الدائرة تمكينه هو الآخر من سكن يجمع شتات أسرته.