حذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أمس، من المخاطر الخارجية التي تحيط بالجزائر في ظل أشكال جديدة من الهيمنة والاستعمار عشية خمسينية الاستقلال. قال بلخادم في حفل نظمه الحزب وخصص لتكريم المخترعين والعلماء: ''لا أحد يمنّ على الجزائر في تحقيق استقلالها، لكننا مازلنا محل أطماع الغرب ومازلنا هدفا لمؤامرات، وصراعنا مع الخارج صراع وجود، وعلينا أن نحذر من أن نأكل خبز الذل بعد 50 سنة من الاستقلال والسيادة''، وأضاف ''هناك من يسعى لاحتوائنا، وهناك من يحلمون بالعودة للفردوس المفقود، لا يبيعون لنا السلاح الذي نحتاج، ولا الدواء ولا الغذاء ولا التكنولوجيا التي نحتاج، لكي نبقى في حالة ضعف، وعلينا أن نقوي قدراتنا لكي نقول لا لقوى الهيمنة''. واستعرض بلخادم أشكالا حديثة من الاستعمار الجديد في العالم ''هناك دول تم تحطيمها بالعملة المزيفة وأخرى بالدبابات وأخرى بالإعلام المضلل، وتحت غطاء العولمة والهيمنة، عبر مخطط التقسيم الذي بدأ تنفيذه من السودان ولا نعرف إلى أين سينتهي''. وعاد بلخادم إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأشار في هذا الصدد إلى أن ''الجبهة لن تزول وليست حزب البعث العراقي أو حزب بن علي التجمّع الدستوري في تونس، ولا حزب مبارك الحزب الوطني في مصر''. ودافع بلخادم عن جبهة التحرير عشية الاحتفال بخمسينية الاستقلال: ''حزبنا أنشئ ببيان أول نوفمبر ولا أحد غيرنا من الأحزاب السياسية يحوز هذا الشرف''. واعترف بلخادم بوقوع أخطاء في إدارة البلاد خلال الفترة التي تلت الاستقلال حتى اليوم: ''في السبعينات كنا في نفس مستوى إسبانيا وكوريا الجنوبية من حيث الدخل القومي والنمو الاقتصادي، لكن حينها كانت لدينا أولوياتنا المتعلقة بالتربية والصحة والتعليم والبنية التحتية''، واعتبر أنه من العدل حساب المكاسب والمنجزات في مقابل تعداد النقائص والمشاكل ''هناك من يشككون في كل شيء في الجزائر.. أحسبوا حسنات الجزائر وسيئات المسيّرين''. وقال: ''مازال أمامنا طريق طويل لتحقيق التنمية عبر تشجيع المخترعين وأصحاب الأفكار والمبدعين الشباب''، واعتبر أن هذه مسؤولية الحكومة والأحزاب السياسية والإعلام. للإشارة، عرض عدد من المخترعين اختراعاتهم خلال الحفل، بينهم مخترع نظام بناء بالأنابيب الحديدية مقاوم للزلازل ويخفض استهلاك الإسمنت إلى أدنى مستوى، واختراع آخر لدواء لداء السكري تقوم شركة ألمانية بالتفاوض مع مخترعه. كما أشرف الأمين العام للحزب على تكريمهم. وبمناسبة خمسينية الاستقلال، أصدر الحزب بيانا أكد فيه ''ضرورة مواصلة النضال حتى يقر المستعمر بجريمته البشعة في حق الشعب الجزائري ويقدم الاعتذار عن حرب الإبادة''، وأعلن سعيه لتجسيد الإصلاحات السياسية وفقا لالتزامات الرئيس بوتفليقة في انتظار التعديل الدستوري القادم.