كرّم حزب جبهة التحرير الوطني عددا من المخترعين الشباب بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وهو التكريم الذي قال بشأن الأمين العام عبد العزيز بلخادم بأنه رسالة من الأفلان على أن الجزائر »لا تزال تُنجب النجباء«، بالإضافة إلى كون هذه الخطوة تأكيدا على ضرورة أن تتوجّه البلاد نحو اقتصاد المعرفة. حظي عدد من المبدعين الجزائريين بتكريم خاص أمس من طرف حزب جبهة التحرير الوطني تشجيعا على ما قدّموه من أعمال في مختلف المجالات، ويتعلق الأمر بكل من الدكتور توفيق زيبط صاحب منتوج طبي لإعادة إحياء الخلايا الميتة لمعالجة عدة أمراض منها »الصدفية«، حيث كشف المعني بأنه بصدد تحضير مشروع آخر لمعالجة الصلع باستعمال غسول الشعر لفترة علاجية مدتها ستة أشهر فقط لتحقيق الغرض. كما تمّ تكريم نور الدين هوام، وهو صاحب مشروع بناء اعتمادا على الخرسانة المدعّمة المضادة للزلازل، وقد أشار بدوره إلى أنه لو تتاح له الفرصة سيقضي على أزمة السكن في الجزائر »وألتزم بإنجاز شقة من ثلاث غرف بمبلغ لا يتعدى 120 مليون سنتيم وأن أشيّد 55 طابقا خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر«، وأضاف بأن التقنية التي اخترعها ستساهم أيضا في حلّ مشاكل شركات بيع الحديد وحتى القضاء على أزمة الاسمنت لأنه يحتاج فقط إلى 5 بالمائة. وكان ضمن المكرّمين محمد بن طاهر صاحب مشروع إنجاز آلات صناعية، وكذا ليندة نقاش من سطيف مالكة مخبر إنتاج مواد تجميل تصدّر منتوجاتها حاليا إلى عدة بلدان بعد أن حظيت بدعم من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، وهو ما ينطبق على الشاب أمين مبروك من ولاية تيزي وزو مخترع آلة تحويل الخرسانة، وكُرّم أيضا رجل الأعمال عبد الحليم عروش الذي ساهم في تسويق منتجات بعض المخترعين ومعه رئيس جمعية المخترعين الجزائريين عبد السلام بوشارب. وبعدها تدخلّ الأمين العام للأفلان ليؤكد أن تنظيم التكريم جاء على أساس »أننا في جبهة التحرير ندرك مغزى التطوّر العلمي وضرورة مواكبة العصر«، ولفت إلى أنه »نريد من خلال ذلك أن نقول للمشكّكين بأن شعبنا يُنجب النجباء ويكفي فقط أن نثق فيهم وفي قدرتهم على رفع التحدي«، معتبرا أن عزيمة الرجال قادرة على تغطية النقص. وهنا عاد للحديث عن الثورة التي قال إنها »ليست فقط بأعداد الشهداء والمجاهدين وإنما هي ثورة بشعب كامل وضع داخل الأسلاك الشائكة«. وأضاف أنه بعد مرور خمسين سنة من الاستقلال »نحن ننعم بالحرية لكن هل وفّرنا لوطننا أسباب الاقتدار لنحقّق ما جاء في السلام الوطني: يا مجد قد ممدنا لك يدا؟«، والجواب كان بإحالته إلى أن »الله رزق هذا الشعب القدرة على المقاومة والتخلص من قيود الاستعمار واليوم لا يكفينا التغني بمكاسب الماضي وإنما لا بدّ أن نستفيد من إسقاطات التمكين العلمي الذين وفّرته الدولة الجزائرية لأبنائها«. وبحسب بلخادم فإن الصراع مع فرنسا في السابق كان حضاريا »لأن هؤلاء استفادوا من إمكاناتنا عندما كنّا في أوجّ العطاء وحوّلوا ذلك إلى علم واقتدار وتكنولوجيا«، ليستطرد في ذات السياق: »وبفضل ذلك استطاعوا أن يهيمنوا علينا لأننا هجرنا هذه الميادين مما جعلنا نضعف وتكون لدينا قابلية لاحتلالنا وسلب حريتنا«. وبعدها أوضح أمين عام الأفلان أن أبناء هذا الحزب »مؤتمنون اليوم على رسالة أول نوفمبر مما يجعلنا نفتح المجال أمام كل من يسهم في إعمار وتشييد البلد«، معاتبا الأحزاب بالإشارة إلى أنه »لا يجب أن تكتفي بالترويج لبرامجها في الحملات الانتخابية فحسب وإنما المطلوب منها أن تكون خزّانات أفكار بتقديم أحسن البرامج الكفيلة بتطوير البلاد وخدمة الصالح العام«، وخلص إلى القول: »هذا هو نهجنا في الأفلان لقناعتنا بأن الحزب ليس فقط مجرّد آلة انتخابية لكسب ثقة المواطنين بل يجب أن نكون آملا لهذه الثقة..«.