أخذت، سهرة أول أمس، في مسرح الهواء الطلق بوهران، صفة المهرجان الفعلي لإحياء الذكرى ال50 للاستقلال، بعد سهرة ''الاستخفاف'' التي وقّعها الشاب خالد. واستمتعت العائلات بعرض متنوّع، ميّزه الفنان التونسي محمد الجبالي الذي كرّم الجزائر وثورتها، وكذا الفرقة الكولومبية التي ذكرت الجزائريين أن بلادهم كانت ذات وقت ''قبلة الثوار''. تنوّعت العروض، سهرة أمس الأول، في مسرح الهواء الطلق بوهران، في إطار الاحتفالات التي تنظمها بلدية وهران. فإذا كان عبد الله المناعي قد اختصر عرضه في ثلاث أغان، بسبب عدم تجاوب الجمهور الذي كرّر له مشهد ''ماما مسعودة'' و''السيكتور''، فإن كل الفنانين الذي جاءوا بعده لم يستطيعوا مغادرة الخشبة بسبب إلحاح الجمهور، بداية بفرقة ''لي آبرانيس'' التي استغرق عرضها أكثر من 40 دقيقة، سافروا فيها بالحاضرين إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بطبعهم الغنائي ''روك قبائلي''، ثم جاء دور الفنان التونسي محمد الجبالي، صاحب أغنية ''من أنتم؟''، ليحتفي بالجزائر وثورتها وتراثها. فقد ألحّ عليه الجمهور، هو الآخر، بالاستمرار في عرضه، وهو الذي أدى له أغنية الراحلة وردة الجزائرية ''بتونس بيك''، كما تجوّل به في التراث التونسي وأتحفه أيضا بأشهر أغانيه. أما الفرقة الكولومبية، فرأت أنه من الأجدر أن تذكر الجزائريين بمناسبة احتفالهم بالذكرى الخمسين لاستقلالهم، أن ثوارا كبارا تعلموا فيها مواجهة الإمبريالية، فأدت الأغنية العالمية ''شي غيفارا''. هذا المناضل الرمز الذي التصق تاريخه بتاريخ الجزائر التي زارها قبل استقلالها وبعده، ثم انطلقت في وصلات غنائية كولومبية متنوعة ألهبت المسرح. واختتم الحفل بالمطربة المغربية الداودية التي ظهر أنها تملك جمهورا واسعا في مدينة وهران، وكان لها معه تواصل مميز. نشير إلى أن الأمور هدأت في مسرح الهواء الطلق لوهران ومحيطه، بعد الفوضى التي شهدها مع سهرة الشاب خالد، الذي مازال ''الوهارنة'' يذكرونه بأسف.